recent
أخبار ساخنة

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الخامس

الصفحة الرئيسية


قراءة الكهف يوم الجمعة

 لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الخامس

سلسلة من دروس الدكتورة رنا ظهير بارك الله فيها وجزاها عن المسلمين خيرا ونفع بها وبعلمها .
منقول عن أحبتنا قناة فريق هَـــاد بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

الدرس الخامس:

نبدأ ﷽
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۝ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾، [سورة الكهف ٧-٨].


هبة من الله ، دنيا مُستطابةً في ذَوقِها، مُستَحسَنةً في مَنظَرِها وزُخرُفِها ؛ كل شيء على هذه الأرض مسخر للإنسان.

فجعل الله كل ما على هذه الأرض زينة لنا، أرأيتم لو أن أحدكم لبس ثوبه أو قميصه ثم تزين، فالمعنى نقول: أي إضافة المزيد من أفعال التحسين على أساسه وهو الثوب مثلًا. وقد يُقال أن الزينة هي ذات الثوب وما يتبعها أي الأساس والكماليات التجميلة كلاهما معًا، فحقيقةً ليس هناك تأثير كبير على هذا الفرق في معنى الآية ففي النهاية نعم الأرض وما عليها كلها مخلوقة وهي في ذاتها زينة ونعمة منه سبحانه وتعالى . ألا ترونَ أن الأرض هو الكوكب الوحيد وُجدت فيها كل سبل وجمال الحياة، بينما الكواكب الأخرى أصلها موحشة السكنى وقليلة الموارد، فلذلك تعمدت ذكر الفرق لكم إجابةً على سؤال إحداكن. نكمل..
هذه الأرض وهذه النعم المنهمرة منه سبحانه وتعالى وُجدت للاختبار والامتحان «أيكم أحسن عملًا» أي لاستغلالها في طاعته، والاستخدام الصالح لها دنيويًا وآخرويًا، ولم توجد للاغترار بها أو السعي خلف ملذاتها لهوًا وهوى.
- وحقيقة الدنيا وهذه النعمة الأرض وما عليها وكل ما عرفته البشرية في الحياة هنا: معرّضٌ للزوال والفناء، والله سبحانه قادر أن يجعلها جرداء من كل شيء، لا شيء عليها أبدًا لا كماليات ولا الأساس.
📍 فهنا في هذه الآية جُمعت عدة معاني: التذكير والتسخير والتفضل، والغرض منه، وإثبات القدرة وحقيقة الدنيا، ومفهوم المخالفة لكل شيء منها.


💡
دعوة للتفكير ..
ماهو الغرض من البلاء (الاختبار) رغم علم الله باختيار كلٍ منا ومصيره؟
• الجواب: باختصار شهـــادةً منا على أنفسنــا، ولِيَظهَرَ مَعلومُه الذي عَلِمَه فينا كما عَلِمَه، فنستحق المدح أو الذم لما عملنا.
💭 وأذكر في أحد مناظرات ولقاءات الدكتور زاكر نايك سأل سائلٌ على هذا الأمر فأجاب بارك الله في علمه، أخبركم "بتصرف": ولله المثل الأعلى لكن نقيس الأمر على مستوى أفهامنا: 
- لو كان هناك معلم ويريد اختبار طلابه وهو يعلم مَن المجتهد فيهم، ومَن الغير مجتهد، استحالة يضع الدرجة لغير المجتهد صفر وهو لم يختبر، صحيح!، لأنه لو وضع تلك الدرجة دون اختبار لغضب الطالب وقال له كيف لك أن تحكم علي! على الأقل اختبرني لعلي أجيب .... إلخ فسيُجادل حتمًا، لكن إن جعله يختبر وتأتي ما أتت من درجة؛ فسيكون الأمر إقرارًا من نفسه على تقصير نفسه في الاجتهاد، فلا الطالب ظُلِم ولا المعلم ظَلم بل عدل، فلله المثل الأعلى هذا الاختبار شهادة منا على أنفسنا وعلينا أن نتحمّل الدرجة التي نستحقها بسبب أعمالنا وأفعالنا.
ومصداق ذلك قوله سبحانه ﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِیۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُوا۟ بَلَىٰ شَهِدۡنَاۤۚ أَن تَقُولُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَـٰذَا غَـٰفِلِینَ﴾ [سورة الأعراف ١٧٢].
- ونجد في الآية سبحان الله أسلوب تربوي جميل، وهو التشجيع على العمل والحث على محاسنِ الأعمالِ؛ " أيكم أحسن عملًا !" مَن منكم سينجح ! مَن منكم سيأخذ الدرجة الكاملة! هذا من باب التشجيع على السعي الدؤوب والترقِّي دائمًا في مراتبِ الكمالِ 
🎈 فالعبرة بـ: أحسن عملًا لا أكثرُ عملًا.

إذًا كيف نحسنِ العمل ؟

  الجواب: عندما يكون أخلصُه وأصوبُه.
📌 والخالصُ: أن يكونَ لله وحده.
📌 والصوابُ: أن يكونَ على السنةِ،
وهما أصلان في كل العبادات:
✓ أحدُهما: الإخلاص: أن لا نعبدَ إلا الله،
✓ الثاني: المتابعة: أن لا نعبدَه إلا بما شرَع.

💌 أختم:

ما الرُّشد المستنبط من هذه الآية ؟
لو تأملتم ما قلت في "جمعت عدة معاني: التذكير والتسخير والتفضل، والغرض منه، وإثبات القدرة وحقيقة الدنيا، ومفهوم المخالفة لكل شيء منها"، لوجدتم أن الإنسان الراشد والباحث عن الرشد والحريص على كسب الرشد؛ سيتجنب كل ما هو ضد في هذه الآية،
فمثلًا: 
• الأرض هذه نعمة إن استخدمت في طاعة الله والاستخلاف الصحيح كان عملًا صالحًا وإن عكس !! كانت نقمة ليس في ذاتها وإنما على المرء نفسه وبلاء عليه. 
• ومادام الغرض واضح، والمطلوب واضح لمَ أفعل العكس بعدم إتيان العلامة الكاملة في هذا الاختبار !
• ومادام الله سبحانه قادر على تحويل حال هذا الكوكب الضخم من نعيم وترف إلى أرض خاوية فانية، فهو قادر على تبديل أي حال ضائقة علي فتفرج ! أو مرض فأُشفى أو عسر فيُيسر...، فهو قادر على تبديل الرخاء لشدة والشدة لرخاء.
• ومادام هذه الدنيا مجرد متاع وسيزول؛ فيجب استغلال الفرصة وأكون ريادي/ريادية أعمال فطن/فطنة وأعمل اليوم لأنعم غدًا، حتى تكون الأرباح في تزايد مستمر، لأن لذة التمتع ستكون وقتها لأن النعيم هناك هو نعيم لا ينفد ولا ينقطع، ولا يزول ولا يتغير حاله.
فاللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وارزقنا العمل الصالح الذي تحبه وترضاه. انتهى.


للرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثاني قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثالث قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الرابع قم بالضغط هنا.
google-playkhamsatmostaqltradent