مشروع حياتك في رمضان بقلم الدكتور مشعل الفلاحي - حفظه الله -
هل تخيلت ؟
عاد إليك رمضان بكل مباهجه ، بنهاره ، وليله ، وسحره ، وكل مباهج الجمال في أيامه ولياليه . عاد إليك وأنت في عافيتك وأمنك وطمأنينتك فما أنت صانع في أدهش أيامك على الإطلاق ؟
يا صديقي :
أعرف أنك ستبذل كل وقتك لعبادة ربك ولكن بي شوق إلى إعلانك عن مشروع حياة !
من مشاريع الحياة في رمضان :
عنايتك بكتاب الله تعالى ( حفظاً ، وتدبراً ) أو إعلانك عن مشروع توبة تبدأ به أدهش أيامك القادمة على الإطلاق ، أو بناء عادات قيمية كبرى في حياتك ، أو التخلص من عادات سلبية ، أو إعاداتك لصلات منقطعة ، أو صناعة ورد عبادي مرتب ومنضبط لا يكاد ينقطع في شهرك .
رتّب مكتبك ، وتخلّص من الأهداف المعلقة في جدولك ، ونظّم مكانك الذي ستبقى فيه أكثر ساعات يومك وليلك ، واعتن بمكان عبادتك كثيراً ، واجعل من حولك جميلاً مدهشاً فإن ذلك أعون ما يكون لك على استثمار شهرك ونجاحك في تحقيق آمالك من رمضان .
لو لم يكن في هذه الليلة إلا استنفار مشاعرك لأيام رمضان لكانت حرية بالاستثمار !
تخلّص من شعثك ، ولم فرقتك ، ورتب أهدافك وكل ذلك من خلال جملة من المسموعات والمقروءات والمرئيات .
ينبغي أن تستثمر هذه الليلة في كتابة أهدافك ( كم ختمة ؟ كم ركعة ؟ ما برنامجك التدبري لكتاب الله تعالى ؟
ما العادة التي ستبنيها في رمضان ؟
ما العادة التي ستتخلّص منها ؟
ما الأفكار والمفاهيم التي ستعتني بها في شهرك المبارك ؟
إذا لم تنجح هذه المناسبة الرمضانية في صلاح قلبك وسلامته من الأحقاد وتخلصه من الهجر والنزاع والخصام والفرقة فقد لا تنجح في استثمارك لما فيها من خيرات .
انقضى أول يوم من شهرك وبقي السؤال : ما أخبارك في استثماره ؟ ماذا صنعت ؟ ما الجديد ؟ هل ثمة تركيز على مشروع أو قضية أو عادة من العادات ؟ ما دورك مع القيم التي تؤسس لها المدرسة الرمضانية ؟
هل تشعر برواء لأول أيام من شهرك ؟ أو مازلت تشعر بشتات يطاردك ولو مشاعرياً ؟
في مرات تحتاج أن تكسر روتين يومك وليلتك من خلال تنوّع المشاريع من جهة ، وتغيير زمانها ومكانها من جهة أخرى ( بدل أن تصلي من الليل عشرين ركعة في وقت واحد وزّعها على ليلك كله ، ووردك من التلاوة وزعه كذلك على يومك وليلتك )
د. مشعل الفلاحي