recent
أخبار ساخنة

حجاب التوفيق | سامي هوساوي

 

حجاب التوفيق


حجاب التوفيق | سامي هوساوي


ما أجمل وأكثر الوصايا حول استقبال العشر الأواخر وإدراك ليلة القدر..

لكني سأكشف النقاب عن مانع من موانع التوفيق قلّ طارقوه وذاكروه؛ ألا وهو الهجران والقطيعة!

خرج رسول الله ﷺ ليخبر الناس بليلة القدر فتلاحى - تخاصم وتنازع - رجلان من المسلمين، فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم» رواه البخاري.

رفع الله تحديد وتعيين ليلة القدر؛ لأجل خصومة بين رجلين.

فكيف يتطلّب ليلة القدر من هجر مسلمًا سنواتٍ عديدة؟!
وكيف يظفر بليلة القدر من قطع رحمه أزمنة مديدة؟!

هيهات هيهات..

قال تعالى «... وتقطّعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم». 

قال الله للرحِم «من وصلَكِ وصلتُه، ومن قطعك قطعتُه» البخاري.

قاطع الرحم مطرود من رحمة الله، مسدودة عليه سبل التوفيق، والخذلان يتربّص به في كل خطواته. 

قد يقول قائل إن صديقي أو قريبي كثير الأذية لي ولا آمن غوائله وبوائقه، فما الحل؟

الحل: أن تكتفي بالسلام عليه عبر وسائل التواصل وإذا التقيتما عرَضًا؛ قال ﷺ «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» استدل به جماهير أهل العلم على أن السلام يُزيل القطيعة ويرفع الحرج والإثم.
وقال مالك: «إن كان مؤذيا له فقد برئ من الشحناء» يعني بالسلام. 

فإن ردّ عليك السلام فبها ونعمت، وإن لم يرد فلا حرج عليك ولا إثم، وواصل السلام والمراسلة بين الفينة والأخرى. 

ربما تكون المبادءة صعبة على النفس، لكن المسلم يُرخِص نفسه لله؛ فعليك بالصلة عبر السلام والمهاتفة والإحسان بقدر ما تحمي نفسك من الأذية.

google-playkhamsatmostaqltradent