سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء الرابع عشر | سامي هوساوي
لتحميل اللقاء صوتي:
لتحميل اللقاء مفرغ كتابيا:
جزء من التفريغ- المقدمة:
باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة
٣٤٩ - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةَ هُنَيَّةً، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ قَالَ: أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؛ اللهُمَّ نقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَلْجِ وَالْبَرَدِ
أخرجه البخاري في: ١٠ كتاب الأذان: ٨٩ باب ما يقول بعد التكبير
عقد هذه الترجمة لبيان ما ينبغي للمصلي ان يشغل به وقته بين القراءة والتكبير. لانه ثمة سكوتٌ يسر بين ذلك الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كبر سكت هنيةً فسأله ابو هريرة كما سيأتي في الحديث فبين ما ينبغي ان يقال .
( إسكاتة هنية ) يعني يسكت سكوتاً يسيراً قليلاً . (فقلت بابي وامي يا رسول الله اسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول) وهذا فيه حرص ابي هريرة فالنبي صلى الله عليه وسلم سجلت كل لحظاته حتى السكتات اليسيرة فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين على معرفة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها .
( اللهم باعد بيني اي اجعل وبين الخطايا الذنوب كما باعدت بين المشرق والمغرب)اي فاجعل بيني وبين ان اقع في الذنوب اقارفها مسافةً كبيرةً كما باعدت بين المشرق والمغرب
(اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس) ولا شك ان الثوب الابيض هو اكثر ما يظهر عليه الدنس والوسخ والقذر. فتنقيته ونقاؤه وصفاؤه لابد فيه من زوال الوسخ. فكذلك حياة الانسان وقلبه وصحيفته يريد الانسان ان تكون نقيةً بيضاء من شوائب الذنوب واقذار الخطايا. (اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد) فبعد تنقية الثوب ايضاً يضاف اليه الماء والثلج والبرد ليكون ابلغ في التنظيف من جهة التكرار وبرودة الماء الواقعة على ذلك الثوب ، وكذلك صحيفة الانسان يسأل الله فيها مراراً وتكراراً مرةً بعد مرة كرةً بعد كرة ان يمحو الله عنه هذه الذنوب التي تعطل سير قلبه الى الله سبحانه وتعالى فللقلب هجرةٌ الى الله سبحانه وتعالى وذلك بالإخلاص والأعمال التي يرتضيها الله سبحانه وتعالى وللبدن والجوارح هجرةٌ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك باتباعه والسير على منواله ( وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا۟ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ) [سورة الحشر 7] فبين في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعاء الاستفتاح و دعاء الاستفتاح هو ليس بواجبٍ لا ينبني عليه سجود سهوٍ او كذا لكنه من تتميم الصلاة وايضاً من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وثم ادعيةٌ كثيرةٌ غير هذا الدعاء وهي ثابتةٌ اما في احد الصحيحين او في غير الصحيحين وايضا مثل (( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك)) وغيرها من ادعية الاستفتاح المعروفة.