فوائد لغوية في القرآن من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين وعنا معهم برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين.
قال أحد السلف رحمه الله: لم أرى خليلًا يرفعُ قدرَ خليله كالقرآن، فطوبى لمن اتَّخذَ القرآن خليلًا.
ومن صور اتخاذ القرآن خليلًا أن تفهم معانيه وأن تتدبره حق تدبره فالمؤمن يتخذه منهج حياة فهو دستوره في الدنيا وشفيعه في الآخرة.
ومن هذا المنطلق اقتبست بعض الفوائد اللغوية المستخرجة من كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي -رحمه الله- فاسأل الله أن ينفع بها.
بعض الفوائد اللغوية في القرآن الكريم:
1- كل مافي القرآن من ( إنفاق ) فهو الصدقة، إلا ﴿ فَآتُوا الَّذينَ ذَهَبَت أَزواجُهُم مِثلَ ما أَنفَقوا﴾ الممتحنة:11 - فالمراد به المهر.
2- كل مافي القرآن من ( اليأس ) فمعناه القنوط، إلا ﴿ أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾:الرعد 31 - فمعناه العلم.
3- كل مافي القرآن من ( نبأ ) فيه خير، إلا ﴿فَعَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنباءُ يَومَئِذٍ فَهُم لا يَتَساءَلونَ﴾ القصص:66 - فهي الحجج.
4- كل مافي القرآن من ( مصباح ) فمعناه كوكب، إلا ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ﴾ النور:35 - فمعناه السراج.
5- كل مافي القرآن من ( القنوت ) فيه طاعة، إلا ﴿ كُلٌّ لَهُ قانِتونَ﴾ البقرة:116، الروم:26 - فمعناه مُقِرُّون.
6- كل مافي القرآن من ( صمم ) فعن سماع القرآن خاصةً وسماع الإيمان، إلا ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ﴾ الإسراء:97 - فمعناه فقد السمع مطلقًا.
7- كل مافي القرآن من ( شهيد ) غير القتلى فهو من يشهد في أمور الناس، إلا ﴿ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ البقرة:23 - فالمراد شركاءكم.
8- كل مافي القرآن من ( شيطان ) فهو إبليس وجنوده، إلا ﴿ وَإِذا خَلَوا إِلى شَياطينِهِم قالوا إِنّا مَعَكُم إِنَّما نَحنُ مُستَهزِئونَ﴾ البقرة:14 - أي كبرائهم ورؤسائهم.
9- كل مافي القرآن من ( سعير ) فهو النار والوقود، إلا ﴿فَقالوا أَبَشَرًا مِنّا واحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذًا لَفي ضَلالٍ وَسُعُرٍ﴾ القمر:24 , ﴿إِنَّ المُجرِمينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ﴾ القمر:47 - أي عناء.
10- كل مافي القرآن من ( سخر ) فالمراد به الاستهزاء، إلا ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ الزخرف:32 - فهو من التسخير والاستخدام.
11- كل مافي القرآن من ( الخرق ) فمعناه الثقب، إلا ﴿ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ الأنعام:100 - فمعناه ادَّعوا وكذبوا.
12- كل مافي القرآن من ( زكاة ) فهو المال، إلا ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّاَ وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ﴾ مريم:13 - أي طهرًا له.
13- كل مافي القرآن من ( الرجم ) فهو القتل، إلا ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ِ ﴾ مريم:46 - فمعناه لأشتمنك -و﴿ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِِ ﴾ الكهف:22- فمعناه ظنًّا بالغيب.
14- كل مافي القرآن من ( ريب ) فهو الشك، إلا ﴿أَم يَقولونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنونِ﴾ الطور:30 - يعني حوادث الدهر.
15- كل مافي القرآن من ( الرجز ) فيه عذاب، إلا ﴿وَالرُّجزَ فَاهجُر﴾ المدثر:5 - فالمراد به الصنم.
16- كل مافي القرآن من ( الدحض ) فهو الباطل، إلا ﴿ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ الصافات:141 - فمعناه من المقروعين أي المغلوبين.
17- كل مافي القرآن من ( بعل ) فهو الزوج، إلا ﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴾ الصافات:125 - فمعناه الصنم.
18- كل مافي القرآن من ( البر والبحر ) فالمراد بالبحر الماء، وبالبر التراب اليابس، إلا ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ الروم:41 - فالمراد به البرية والعمران والقرى.
19- كل مافي القرآن من ( صلاة ) فهي عبادة ورحمة، إلا ﴿ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ﴾ الحج:40 - فهي كنائس اليهود وهم يسمونها صلوات.
20- كل مافي القرآن من ( الصوم ) فهو الإمساك عن الطعام والشراب وإتيان النساء، إلا ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾ مريم:26 - فهو الإمساك عن الكلام.
21- كل مافي القرآن من ( الظلمات والنور ) فمعناهما الكفر والإيمان، إلا ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ الأنعام:1 - فمعناهما ظلمة الليل ونور النهار.
22- كل مافي القرآن من ( الصبر ) فهو محمود، إلا ﴿ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ الفرقان:42, ﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواوَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ ﴾ ص:6 - فمعناه العكوف على عبادة الأصنام.
هذه قطرة من بحر هذا الكتاب الرائع والذي أنصح بقراءته بشدة وخاصة أهيل القرآن وطلبة العلم.
وأخيرًا أعجبتني هذه المقولة للإمام الشافعي وأحببت أن أنقلها لكم:
يروى عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه قال: " سيروا إلى الله عرجًا ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة ".
ما معنى سر إلى الله أعرج؟
- أي أنك بدأت تقرأ القرآن لكن لا تحسن القراءة أو لا تستشعر ولا تتدبر الآيات، لا بأس واصل واحرص على أن تبحث عمن يعلمك القراءة وأن تحاول أن تستحضر قلبك.
- أي أنك بدأت تصلي النوافل لكن لاتزال صلاتك ليس فيها حضور قلبك، لا بأس واصل ولا تتوقف واطلب من الله الإعانة.
- أي أنك بدأت ترتيب حياتك على ؟أساس الوجهة إلى الله لكن أحيانًا تغلب عليك نفسك، لا بأس واصل وسر إلى الله عز وجل بل سابق إليه ولا تتأخر.
هذا وصلّ الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.