recent
أخبار ساخنة

كيف تعامل النبي ﷺ مع مشكلة فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهم|سامي هوساوي

 كيف تعامل النبي ﷺ مع مشكلة فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهم|سامي هوساوي


لتحميل التفريغ بصيغة:
pdf
doc

لتحميل المقطع صوتي:
هنا


(كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع مشكلة فاطمة وزوجها عليٍ رضي الله عنهم) 

يتبادر إلى الذهن كأن المعنيّين باللقاء فقط هم المتزوجون والمتزوجات، لكن الأمر فوق ذلك؛ لأنه ما من أحد في المجتمع إلا ويحتاج له، نعَم المتزوجون والمتزوجات هم المعنيون بالدرجة الأولى، وكذلك أقارب الزوجة، لكن أيضا الإخوان، الأخوات، وغيرهم من العائلة جميعًا، لهم صلة بهذا الموضوع، وهذا الحديث سنقرؤه، ثم سنعلّق عليه بعض التعليقات، وسنتجاوز كثيرًا من المسائل الحديثية إلى الأمور التربوية التي عُني بها اللقاء.

 فأولاً" الحديث موجود في صحيح البخاري، والحديث أخرجه الإمام مسلم، وغيره.

 قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى لله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ)) 
هذا لفظ الحديث ونَصّه.
والآن نعلق عليه بما ييسر الله سبحانه وتعالى، أسأل الله أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم. 
قال البخاري: ((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ)) طبعًا قُتَيْبَةُ هذا هو ابن سعيد بن طريف أبو رجاء البغلانيّ، وبغلان اليوم موجودة في أفغانستان، وهذا (قُتَيْبَةُ ابن سعيد) فيه ميزة أن خمسة من أصحاب الكتب الستة من تلامذته.

هو شيخ للبخاري، ولمسلم، ولأبي داوود، وللترمذي، والنسائي، كلهم طلاب له، وهذا يبين عظيم منزلته، ورتبته، ودرجته في العلم.
((قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ)) وهو مدنيٌ ((عَنْ أَبِي حَازِمٍ)) وهو مدنيٌ ((عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ)) وهو مدنيٌ، في سنده لطيفةٌ، وهو أن فيه ثلاثة مدنيين.
 وقبل أن نبدأ في التعليقات التربوية على الحديث، طبعًا أهمية هذا الدرس تأتي من عدة جهات:
 أولًا: بعضكم اطّلع على أواخر تصريحات وزارة العدل، والتي نقلتها بعض الصّحف، أن عدد صكوك الطلاق التي أُصدرت في شهر ذي القعدة تجاوزت عدد أربعة آلاف، وهذه نسبة كبيرة، وكارثية.

ثانيا: أيضا تأتي أهمية هذا الدّرس من جهة أخرى، وهو أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة تكامل، ومودة، ورحمة، وليست حلبة مصارعة، كما تُصَوِّرُها النسوية والليبرالية اليوم.

ثالثا: وأيضا وقوع المشكلات في الحياة الزوجية هو أمر حتمي، لا يمكن أن لا تقع، فلا بد أن تقع مهما كانت العلاقة قديمة أو وطيدة أو قوية أو كذا أو كذا، لابد أن تقع إشكالات، وهذا في كل العلاقات، سواءٌ علاقة صداقة أو زمالة أو عمل أو أو ...إلخ
وهناك مثل هوساوي معناه بالعربية يقول (يَحْصُلُ أن تَعُضُّ الأسنانُ اللسانَ) لكنهما لا يتصارمان بل يستمران في عمليّة إنتاج الكلام، ومضغ الطّعام، فهذا هو الخلاف يُتجاوز، ويُعالج، وتَستمر العلاقة، وتُصحح، وتُقوّم، وتُهذب.


google-playkhamsatmostaqltradent