recent
أخبار ساخنة

بحث بعنوان منهج الصحابة والتابعين في فهم العقيدة

منهج الصحابة والتابعين في فهم العقيدة

وأمثلة لتصديق الخبر وتنفيذ الأمر من أقوال الصحابة

منهج الصحابة والتابعين في فهم العقيدة

لتحميل البحث بصيغة الوورد


       [[ْ.. مقدمة ..ْ]]

إن حقيقة الإيمان والتوحيد تكمن فى تصديق الخبر وتنفيذ الأمر ولأن الخبر يدخله الصدق والكذب , فمن سمع خبرا واعتقد إنه حق وصدق فقد آمن به , ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن فى نفسه به.
ولما كان الصحابة رضى الله عليهم هم أهل الفصاحة واللسان , وقد خاطبهم الله عز وجل بنوعى الكلام فى القرآن كان منهجهم فى مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر , وهذا ما عرف عند السلف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات , وايضا لو أمرهم الله بشئ نفذوه بالقلب واللسان والجوارح , وهو ما عرف عند السلف بتوحيد الإلوهية , او توحيد القصد والطلب .
وكذلك كما صدقوا نبيهم فى كل ما أخبرهم به عن ربه , فاطاعوه ايضا فى كل ما أمرهم به , وكانوا يبايعونه على ذلك  .
وهذا حال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وحال من سلك نهجهم من السلف , وهو تصديق الله فى خبره وإثبات ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله من غير أن يقحموا عقولهم فى مهالك التمثيل والتكييف , فهم آمنوا بأسماء الله على الحقيقة , وانها أعلام تدل على ذاته , وأوصاف تدل على جلاله وكماله , وانها توقيفية على ما وردت به نصوص القرآن وما صح عن النبى صل الله عليه وسلم، اذا فالإيمان عند الصحابة في أبسط صوره هو تصديق الخبر وتنفيذ الطلب.
وسوف نتناول هذه القضية بتفصيل أكثر وذلك من خلال المحاور التالية:                         
1.  أقسام الكلام  .. ( خبر – إنشاء ).
2.   مراتب الناس في تصديق الخبر.
3.  منهج الصحابة والتابعين في فهم القرءان والسنة .
4- موقف الصحابة من تصديق خبر الله ورسوله وأمثلة علي تصديق الخبر.
5-  موقف الصحابة من تنفيذ أمر الله ورسوله وأمثلة علي تنفيذ الطلب من أقول السلف.


·  أقسام الكلام  :


قال ابن هشام في بيان نوعي الكلام : ( التحقيق أن الكلام ينقسم إلي قسمين فقط خبر وإنشاء وأن الطلب من أقسام الإنشاء ).
 الخبر : وهو ما يحتمل الصدق أو الكذب و يتطلب التصديق , وقد عرفه العلماء بأنه ما يصح أن يدخله الصدق أو الكذب , فالخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدوره أو سيقع بعد صدوره .
 الأمر أو الطلب : وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب و يتطلب التنفيذ .

·         مراتب الناس في تصديق الخبر:

الناس في مراتب التصديق بخبر الله ورسوله صلي الله عليه وسلم علي ستة أنواع ثلاثة منها لغير المسلمين وثلاثة للمسلمين علي تنوع أهل اليقين فالثلاثة التي لغير المسلمين فهي مرتبة الوهم ثم الشك ثم الظن أما الثلاثة التي للمسلمين فلابد فيها من اليقين واليقين شرط لازم من شروط لا إله إلا الله وهي مرتبة علم اليقين ثم عين اليقين ثم حق اليقين ولمزيد من البيان يمكن ترتيب هذه المراتب علي النحو التالي:
·الوهم: أن تكون نسبة التكذيب بالخبر أكبر من التصديق .
·الشك: استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب.
·الظن: أن تكون نسبة التصديق بالخبر أكبر من التكذيب ، ولو كانت نسبة التكذيب قليلة  جدا.
·علم اليقين : اليقين ينفي الوهم والشك والظن وهو تصديق القلب تصديق جازما لا مجال للتكذيب فيه ،قال تعالي (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) (التكاثر:5) والمسلم لا يكون مسلم إلا بعلم اليقين ولا ينزل الي درجة الظن أو الشك أو الوهم .
·عين اليقين : وهي درجة الرؤية والمشاهدة وهناك ما بين العلم والمشاهدة فاليقين للسمع وعين اليقين للبصر وليس الخبر كالمعاينة.
·حق اليقين : وهي مباشرة المعلوم وإدراكه الإدراك التام .
·مثال لتوضيح مراتب القين : علم اليقين كعلمك بوجود العسل وعين اليقين رؤيتك له بالبصر وحق اليقين إحساسك بمذاقه علي اللسان .

·                 منهج الصحابة والتابعين في فهم القران والسنة:

حقيقة الإسلام في القرون الفاضلة قبل قيام الفرق والمذاهب كانت ممثلة في تصديق الصحابة لخبر الله وتنفيذ أمره، فتصديق الخبر هو معنى الإيمان، وتنفيذ الأمر هو معنى الإسلام، وهذا المنهج يعتبر منهجا إيمانيا فطريا مبنيا على الفهم الدقيق لحقيقة الإسلام والإيمان، فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله  صلي الله عليه وسلم تصديقا جازما ينفي الوهم والشك والظن، وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الطاعة والإخلاص والحب بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنيةوالنبوية .
وقد بين ابن القيم رحمه الله أن أساس التوحيد والهداية التي منَّ الله بها على عباده يقوم على تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة، وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة، ثم يقول: ( مدار الإيمان على أصلين: تصديق الخبر وطاعة الأمر) .1

·         موقف الصحابة من خبر الله ورسوله وأمثلة علي تصديق الخبر:

كان موقف الصحابة من خبر الله ورسوله صل الله عليه وسلم التصديق فكانوا يصدقون بكل ما يخبرهم به النبي صل الله عليه وسلم من الغيبياتوهؤلا الذين وصفهم الله تعالي بالصاديقن كما قال  عنهم في القرءان الكريم{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحشر:8)
فوصفهم الله - عز وجل - بالصادقين لأنهم آمنوا بالغيبيات وذلك كان في أول الأمر عندما صدقوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ــــــــــــــــــــــــــ
مفتاح دار السعادة لابن القيم (الجزء الأول – صفحة 40) دار الكتب العلمية – بيروت-[1]
   قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فصل : ومتابعة هدى الله التي رتب عليها هذه الامور هي تصديق خبره من  غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة تمنع امتثاله وعلى هذين الاصلين مدار الايمان وهما تصديق الخبر وطاعة الامر ويتبعهما أمران آخران وهما نفي شبهات الباطل الواردة عليه المانعة من كمال التصديق وأن لا يخمش بها وجه تصديقه ودفع شهوات الغي الواردة عليه المانعة من كمال الامتثال. فهنا أربعة أمور أحدها تصديق الخبر ، الثاني بذل الاجتهاد في رد الشبهات التي توحيها شياطين الجن والانس في معارضته ، الثالث طاعة الامر ، والرابع مجاهدة النفس في دفع الشهوات التي تحول بين العبد وبين كمال الطاعة"

أمثلة لتصديق الخبر

1- وروى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ (1)
فنأخذ من نص كلام النبي صل الله عليه وسلم أن ما أخبر الله به حق ، حتى لو اجتمع أهل الأرض على خلافه، فالله عزوجل يقول: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )  (النحل:69) ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق النحل ، ويعلم أن العسل فيه شفاء للناس .

2- ورد في الصحيحين من حديث َأبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -
قَال:"صلى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَل عَلى النَّاسِ فَقَال:
بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالتْ: إِنَّا لمْ نُخْلقْ لهَذَا إِنَّمَا خُلقْنَا للحَرْثِ، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ بَقَرَةٌ تَكَلمُ ؟
فَقَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ ؟ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَال لهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لا رَاعِيَ لهَا غَيْرِي
فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ذِئْبٌ يَتَكَلمُ ؟ قَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ (2)
__________
1 -
صحيح البخاري ( كتاب الطب - باب الدواء بالعسل) صحيح مسلم (كتاب السلام - باب التداوي بسقي العسل) .
2-البخاري( 3212) مسلم (4401)


3- عند ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَال: "إِنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إِلى القَبْرِ، فَيُجْلسُ الرَّجُلُ الصَّالحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟
فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الإِسْلامِ فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟
فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُقَالُ لهُ: هَل رَأَيْتَ اللهَ ؟
فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ، فَيُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا
فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا،
فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لهُ عَلى اليَقِينِ كُنْتَ، وَعَليْهِ مُتَّ، وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيُجْلسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا
فَيُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ لا أَدْرِي
فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلتُهُ، فَيُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ عَلى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَليْهِ مُتَّ وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى) (1)
4- وانظر الى عمر لما ذهب للشام فعلم بان الطاعون فيها وقف وتردد يريد أن يتحرك بخبر ليمتثل وينفذ أيعود للمدينه أم يدفع الى الشام التى بها الطاعون ، ماذا يفعل هل من علم ( خبر ) مع أحد ممن معه لكى ماذا لينفذ على الفور هل لأنه أمير المؤمنيين ليكون للناس قدوة والله ماوجدناه من الصحابة والتابعين ماهو الا التصديق والامتثال فى جميع الأحوال لأنه هو عمر الذى كان يعمل بالأجر يوما ويتعلم يوما وهو عمر أمير المؤمنيين ،حتى جاء العلم ( الخبر ) من خزانة ابن عوف رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول ان سمعت أن الطاعون فى بلد أنت فيها لاتخرج منها وان كنت لم تبلغها لاتدخلها "
ــــــــــــــ
1- - ابن ماجة (4258) وصححه الألباني..
5) حديث البخارى فى كتاب الصلاة فى صحيحه باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء
‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال كان ‏ ‏أبو ذر ‏ ‏يحدث ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏فرج ‏ ‏عن سقف بيتي وأنا ‏ ‏بمكة ‏ ‏فنزل ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرج صدري ثم غسله بماء ‏ ‏زمزم ‏ ‏ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي ‏ ‏فعرج ‏ ‏بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏لخازن السماء افتح قال من هذا قال ه  ذا ‏ ‏جبريل ‏ ‏قال هل معك أحد قال نعم معي ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال أرسل إليه قال نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه ‏ ‏أسودة ‏ ‏وعلى يساره ‏ ‏أسودة ‏ ‏إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح ‏ ‏والابن الصالح قلت ‏ ‏لجبريل ‏ ‏من هذا قال هذا ‏ ‏آدم ‏ ‏وهذه ‏ ‏الأسودة ‏ ‏عن يمينه وشماله ‏ ‏نسم ‏ ‏بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة ‏ ‏والأسودة ‏ ‏التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فذكر أنه وجد في السموات ‏ ‏آدم ‏ ‏وإدريس ‏ ‏وموسى ‏ ‏وعيسى ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد ‏ ‏آدم ‏ ‏في السماء الدنيا ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏في السماء السادسة قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فلما مر ‏ ‏جبريل ‏ ‏بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بإدريس ‏ ‏قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا ‏ ‏إدريس ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بموسى ‏ ‏فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏موسى ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بعيسى ‏ ‏فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏عيسى ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بإبراهيم ‏ ‏فقال مرحبا بالنبي الصالح ‏ ‏والابن الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏فأخبرني ‏ ‏ابن حزم ‏ ‏أن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏وأبا حبة الأنصاري ‏ ‏كانا يقولان قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم عرج بي حتى ‏ ‏ظهرت ‏ ‏لمستوى أسمع فيه ‏ ‏صريف الأقلام ‏ ‏قال ‏ ‏ابن حزم ‏ ‏وأنس بن مالك ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على ‏ ‏موسى ‏ ‏فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شطرها فرجعت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏قلت وضع شطرها فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏فقال راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها ‏ ‏حبايل ‏ ‏اللؤلؤ وإذا ترابها المسك.  


·        موقف الصحابة من تنفيذ أمر الله ورسوله وأمثلة علي تنفيذ الطلب من أقول السلف:

موقف الصحابة والتابعين الذين ربهم النبي الأمين صلوات الله عليه وأتم التسليم من أمر الله ورسوله  السمع والطاعة عَنْ ابْنِ عُمَرَعَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ
"قَالَ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ (1) "

ووردت أمثله كثيرة في القرءان والسنة تدل علي موقف الصحابة من أمر الله ورسولة نذكر منها ما يلي :
1-  حديث الرجل الذى خلع عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه فلما قالوا له خذه وانتفع به آبى وأطاع ونفذ الأمر حتى أنه لم يأخذه للانتفاع به.
2-  وفى مسند أحمد ( مسند أبى سعيد الخدرى )حدثنا ‏ ‏أبو كامل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏قال ثنا ‏ ‏أبو نعامة السعدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو نضرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال ‏ صلى بنا رسول الله ‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم فلما كان في بعض صلاته خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى الناس ذلك خلعوا نعالهم فلما قضى صلاته قال ما بالكم ألقيتم نعالكم قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال رسول الله ‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن ‏ ‏جبريل ‏ ‏أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا ‏ ‏أو قال أذى ‏ ‏فألقيتهما فإذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر في نعليه فإن رأى فيهما قذرا ‏ ‏أو قال أذى ‏ ‏فليمسحهما وليصل فيهما ‏ قال ‏ ‏أبي ‏ ‏لم يجئ في هذا الحديث بيان ما كان في النعل ‏.
انظر للامتثال من التنفيذ لما كان من البصر أبصروا فعل للرسول دون قول أو اشارة فامتثلوا ،سبحان الله لم يكن ليأمرهم بهذا ولكن تعودوا على الانقياد والتأسى ، دون شبهة.
3-  روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قَال:بَايَعْنَا رَسُول اللهِ عَلى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلى أَثَرَةٍ عَليْنَا، وَعَلى أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلهُ، وَعَلى أَنْ نَقُول بِالحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللهِ لوْمَةَ لائِمٍ) 9/373 .
ــــــــــــــــــــــــ

1-رواه البخاري في كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية 6/2612(6725)


4)وعنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (عَلى المَرْءِ المُسْلمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.

5)روى البخاري 20/87 من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه كَانَ يَقُولُ: (أَاللهِ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلى الأَرْضِ مِنْ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلى بَطْنِي مِنْ الجُوعِ، وَلقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلى طَرِيقِهِمْ الذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو القَاسِمِ e ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَل فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لي، فَدَخَل فَوَجَدَ لبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَال: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللبَنُ ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لكَ فُلانٌ أَوْ فُلانَةُ، قَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ إِلى أَهْل الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي .
قَال: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلامِ، لا يَأْوُونَ إِلى أَهْلٍ وَلا مَالٍ، وَلا عَلى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِليْهِمْ وَلمْ يَتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَل إِليْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلكَ فَقُلتُ: وَمَا هَذَا اللبَنُ فِي أَهْل الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللبَنِ، وَلمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولهِ e بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالسَهُمْ مِنْ البَيْتِ، قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: خُذْ فَأَعْطِهِمْ، قَال: فَأَخَذْتُ القَدَحَ، فَجَعَلتُ أُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى النَّبِيِّ e وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ القَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ، قُلتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: اقْعُدْ فَاشْرَبْ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَال: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَمَا زَال يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلتُ: لا وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَجِدُ لهُ مَسْلكًا، قَال:فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الفَضْلةَ1.
7)روى الإمام مالك في موطأه من حديث ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالبَيْتِ فَقَال لهَا: ( يَا أَمَةَ اللهِ لا تُؤْذِي النَّاسَ لوْ جَلسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلسَتْ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلكَ فَقَال لهَا: إِنَّ الذِي كَانَ قَدْ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي، فَقَالتْ:مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا) 2.

 ((ْ.. الخاتمة ..ْ))


قال تعالي { اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ } الشورى : 4
هكذا يكون المؤمن صاحب القلب الحي الذي لا يتأخر لحظة واحدة عن الاستجابة لأمر الله - عز وجل - ولأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا اخبر عن الله أو عن الغيبيات يقول صدق الله كما قال الله ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران:95.

قال بن القيم "أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات فالحياة الحقيقة الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول - صلى الله عليه وسلم - ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان
ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة, فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة, وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - " (3)
                    سبحانك اللهم وبحمدك .. نشهد أن لا إله إلا أنت .. نستغفرك ونقول إليك .
ـــــــــــــــ
1- رواه البخاري كتاب الرقائق 5/2370(6087).
2- رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب جامع الحج 1/424(950).

3- الفوائد لابن القيم.

⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿⇿

مواضيع اخرى :

google-playkhamsatmostaqltradent