recent
أخبار ساخنة

عبادة الصيام في شهر شعبان | وتخصيص ليلته بعبادة معينة

عبادة الصيام في شهر شعبان | وتخصيص ليلته بعبادة معينة

إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

الصيام عبادة عظيمة يظهر فيها الإخلاص، جعل الله أجره عليه ،

 فكيف يكون هذا الأجر؟

جاء في الحديث القدسي ( يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ ) مسند أحمد 

وجُعِلَ سبباً في تكفير الذنوب والخطايا 

فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (فِتنةُ الرَّجلِ في أَهْلِهِ ومالِهِ وولدِهِ وجارِهِ يكفِّرُها الصَّلاةُ والصَّومُ والصَّدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عنِ المنكرِ .. الحديث ) صحيح الترمذي

وقال مرغباً فيه 

(إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ ) صحيح البخاري

فيستحب إكثار الصيام في شهر شعبان .
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله كما ورد في مسند الإمام أحمد 
حديث ترويه لنا أم سلمة رضي الله عنها قالت :( ما رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صامَ شهرَينِ مُتتابعَينِ، إلَّا أنَّه كانَ يَصِلُ شعبانَ برمَضانَ )
لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : 

(كانَ يَصومُ حتَّى نَقولَ قَد صامَ ويُفطِرُ حتَّى نَقولَ قد أفطَرَ ولم أرَهُ صامَ مِن شَهْرٍ قطُّ أَكْثرَ مِن صيامِهِ من شعبانَ كانَ يَصومُ شَعبانَ كُلَّهُ كانَ يَصومُ شعبانَ إلَّا قَليلًا ) أخرجه البخاري (1969)، ومسلم (1156) وغيرهما

اختلف العلماء في التوفيق بين هل صام النبي شعبان كله أم صام بعضه :

فذهب بعض العلماء إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات ، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كله ، وفي بعضها صامه إلا قليلاً . وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله .
وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان ، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً ، قالوا : وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال : صام الشهر كله .

ومن فضيلة الصيام في هذا الشهر

 أنه لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، فصيام شعبان أفضل من الصيام في غيره؛ لأن أفضل التطوع بالصيام ما كان قريبا من صيام فرض رمضان قبله أو بعده
لذلك فإن السلف كانوا يجدّون في شعبان، و يتهيؤن فيه لرمضان ..

- كان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران .

- قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء.

- قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع .


مضى رجبٌ وما أحسنتُ فيـه .. وهذا شهر شـعبان المبـارك
فيـا من ضيع الأوقـاتَ جهلًا .. بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرًا .. ويخلى الموت قهرًا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا .. بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيمٍ .. فخير ذوي الجرائم من تدارك "

حديث ليلة النصف من شعبان:

وقد ورد عن النبي  صلى الله عليه وسلم في فضل شهر شعبان عدة أحاديث، منها ما هو الصحيح ومنها ما هو الحسن ومنها ما هو الضعيف ومنها ما هو المكذوب أو (الموضوع) ، وكان مما أحدثه الناس وجعلوه عادة كل سنة ما يعرف بالاحتفال بليلة النصف من شعبان ، 
فنقول في ذلك أنه لم يرد في فضل قيام هذه الليلة أو تخصيص صيام نهارها شيء عن النبي  صلى الله عليه وسلم  ولا عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم ولا عن السلف الصالح.
ونذكر هنا حديث حسن قد ورد في ليلة النصف من شعبان وهو ما رواه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : (( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ))
وهذا الحديث رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144 ،فظن أقوام أن معنى هذا الحديث زيادة عبادة في هذه الليلة وتخصيص نهارها بالصيام دون شهر شعبان ، وما إلى ذلك مما أحدثوا وابتدعوا، 
ونسوا أو تناسوا أن خير العبّاد والزهاد نبينا وقدوتنا محمد  صلى الله عليه وسلم  لم يفعل ذلك ولم يخصص نهار النصف من شعبان بشيء وكذلك لم يخص ليلتها بزيادة قيام أو عبادة،
وكل الخير في اتباع هدي نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم  وكل الشر في مخالفة أمره صلوات ربي وسلامه عليه، وكذلك الجيل الأول المخاطب بالقرآن الكريم وأحكام رب العالمين رضوان الله عليهم جميعا لم يخصصوا تلك الليلة بشيء ولا نهارها،
 وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (جماع الدين أمران: أن لا يُعبد إلا الله، وأن يُعبد الله بما شرع)، فلا يجوز زيادة عبادة على عبادته صلوات ربي وسلامه عليه كما هو معلوم عند أهل العلم.

أحبتي

إن أيام عمرنا تنصرم , وساعات حياتنا تنقضي .. 
فقدم لنفسك صالحاً قبل حلول ساعة الأجل , وهذه الغنيمة بين يديك ,
فمن كان في هذه الحياة على استقامة أصلح الله أمره، وأحسن له عاقبته، وتنزلت عليه الملائكة بالبشائر، فابتهج وسر وظهر السرور على وجهه، تراه مشرق الوجه مسرورًا

اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتستر بها عيوبنا، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم خذ بنواصينا إلى ما يرضيك عنا، وبلغنا اللهم رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن
google-playkhamsatmostaqltradent