recent
أخبار ساخنة

خشاف رمضان || بين الحل والتحريم


خشاف رمضان || بين الحل والتحريم

خشاف رمضان || بين الحل والتحريم 


يعتبر الخشاف من أكثر المشروبات المشهورة في شهر رمضان في الوطن العربي، وهو عبارة عن خليط من التمر والزبيب وبعض الفواكة المجففة كالمشمش والبرقوق ، تنقع كلها بعد ذلك يتم شربها ، والنقع هو مايسمى في الشرع ( الانتباذ أو النبيذ) ، فما حكم نبيذ الخشاف ؟ هل يأخذ حكم التحريم أم الجواز؟


تعريف النبيذ:

 قال ابن الأثير في كتابه النهاية: هو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك، يقال: نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا ـ وسواء كان مسكرا أو غير مسكر، فإنه يقال له نبيذ.  

حكم وضع التمر والزبيب معا ونقعهما :

يجوز نقع الزبيب والتمر والعنب وغيرهم مالم يسكر ، وهذاباتفاق العلماء.

الدليل:

في الحديث " نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُنبَذَ التَّمْرُ والزَّبيبُ جميعًا، والتَّمْرُ والبُسْرُ جميعًا".
 وعن أبي قَتادةَ رَضِيَ الله عنه: ((أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن خَليطِ التَّمرِ والبُسرِ، وعن خَليطِ الزَّبيبِ والتَّمرِ، وعن خَليطِ الزَّهوِ والرُّطَبِ، وقال: انتَبِذوا كُلَّ واحدٍ على حِدَتِه)) .

سبب الكراهة:

قال النووي في شرح مسلم:
هذه الأحاديث في النهى عن انتباذ الخليطين وشربهما ،وهما تمر وزبيب أو تمر ورطب أو تمر وبسر أو رطب وبسر أو زهو وواحد من هذه المذكورات ونحو ذلك، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء سبب الكراهة فيه أن الإسكار يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه فيظن الشارب أنه ليس مسكرا، ويكون مسكرا ومذهبنا ومذهب الجمهور أن هذا النهى لكراهة التنزيه ولا يحرم ذلك ما لم يصر مسكرا وبهذا قال جماهير العلماء.


حكم نقع التمر لوحده أو الزبيب لوحده:

 جاء في كتاب مطالب أولي النهى: و  لا  يكره وضع تمر وحده، أو  وضع  زبيب، أو  وضع  مشمش، أو وضع عناب في ماء لتحليته  أي: الماء، ما لم  يشتد ؛ أي: يغل، أو تتم له ثلاثة أيام بلياليها؛ فيحرم.  

الدليل:

 قال -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ شَرِبَ النَّبِيذَ مِنْكُمْ فَلْيَشْرَبْهُ زَبِيبًا فَرْدًا، أَوْ تَمْرًا فَرْدًا، أَوْ بُسْرًا فَرْدًا". رواه مسلم.
عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُنقَعُ له الزَّبيبُ فيَشرَبُه اليومَ والغَدَ وبعدَ الغَدِ إلى مساءِ الثَّالِثةِ، ثمَّ يأمُرُ به فيُسقى، أو يُهْراقُ- وفي روايةٍ: شَرِبَه وسقاه، فإنْ فَضَل شَيءٌ أهراقَه)) 
 الحديث هنا فيه جواز شرب النبيذ مالم يسكر .

حكم النقع أكثر من ثلاثة أيام أو طبخه :

 نقع التمر في الماء ثلاثة أيام بلياليها فما فوق، يجعله في حكم المشتد المسكر.
وقد جاء في حاشية ابن عابدين الحنفي: اتفق الفقهاء على أن النبيذ إذا غلى واشتد.. يحرم شربه منفردا كان، أو مخلوطا. اهـ.
ويحرم شرب المطبوخ مما نقع،  من تمر أو زبيب أو غيرها إذا أسكر وهذا باتفاق المذاهب .
لقوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [المائدة: 90].

الخلاصة :



النهي للكراهة وإذا وصل للاسكار فهو حرام فالعبرة في التحريم وجود صفة الاسكار والله أعلم ..

google-playkhamsatmostaqltradent