سلوان من انقطع عن حج هذا العام
هذا المقال مختلف عما سبق ذكرت فيه سلوان لنفسي، ولمن لم يكتب له الحج هذا العام، أقول : ليس كل جلوس عن الحج حرمان ،كان أحدهم إذا قدم موسم الحج يذهب ويرقب قوافل الحجيج ويقول: "هذه حسرة من انقطع عن البيت ، فما هي حسرة من انقطع عن رب البيت"
ولعلي أذكر هنا أمرا مهما يقع فيه الكثير ممن فاته الحج هذا العام، ألا وهو رهاب التأثيم، يكثر من لوم نفسه فيقول حرمت الحج بسبب ذنبي وتقصيري ،وهذا غلط كبير بل قد يكون سوء ظن بالله، فليس فوات الحج حرمان، فالله جل جلاله كريم ،
وهناك مقوله تحضرني تقول: (نحن وجدنا لنبذل لا لنذبل ) فلا تذبل في أحب وأفضل الأيام إلى الله ..
ونعرج على أمر سريع ألا وهو: لماذا جعل الله الحج آخر السنة ؟
من حكمة الله أن جعل الحج وأحب الأيام إليه في نهاية العام ،فهي فرصة للتدريب ولتطهير جوهرك ، لدخول العام المقبل بأفضل مما كنت عليه،
فإذا كنت هذه السنة جيد فالعام المقبل كن أجود
وإذا كنت هذه السنة مميز فالعام المقبل كن أميز
ولعل أهم ماتخرج به هذه الأيام هو أن تصالح نفسك ، فالصلح مع النفس من أهم الأمور " فلا تظلمو فيهن أنفسكم" فتوبو إلى الله من ظلم أنفسكم .
ولعلي في ختام المقال أذكر بعض ماورد في السنة من أعمال تعدل الحج ...
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» (رواه الترمذي وغيره، وهو حسن).
فمن جلس بعد صلاة الفجر إلى الإشراق في مصلاه يذكر الله، ثم صلى ركعتين أدرك هذا الفضل ونال ذلك الأجر ولو في كل يوم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته»
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة. ومن مشى إلى صلاة تطوع (يعني صلاة الضحى) فهي كعمرة نافلة» (رواه أحمد وأبو داود).
اللهم ارزقنا أجنحة نحلق بها إليك وارض عنا وتقبلنا وتقبل منا .. آمين. 💛