recent
أخبار ساخنة

سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء الأول| سامي هوساوي




 سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء الأول| سامي هوساوي







اللقاء الأول من الحديث الأول إلى الحديث الثامن

•┈┈•••◆❀◆•••┈┈•
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
حمدًا لمن أسماؤُه مُكَمَّلة…. الله لا إله إلا هو له
حمدًا كثيرا دائم البقاءِ…. مُكافئًا ترادف الآلاءِ
ثم الصلاة والسلام تترا….. على أجل العالمين قدرًا
وآله أفنانِ دوحة الشرف…. وصحبه والتابع نِعْم السلف
ما لمع البرق على أم القرى…. وهتفتْ قُمْرية على الذرى
-----------------------
يا ربي هيئ لنا من أمرنا رشدا.. وانشر علينا من الستر الجميل ردا
وافتح لنا منك فتحًا غير منقطع...واجعل لنا سندا واجعل لنا مددا
وهيأ الصعب من خير الأمور وكن... لنا معينًا على الطاعات مستندا
الحمد لله ما دام الوجود له...حمدًا يبلغنا منه الرضا أبدا
ثم الصلاة على المختار سيدنا... وآله الكرما وصحبه الزهدا
---------------------
يا رب وفقنا و كل خير.. هبنا وعنا نح كل ضير
وامنن علينا بقضاء الحوجِ ..وكل شده و كرب فرجِ
أما بعد فحياكم الله وبياكم جميعا في هذه الدورة المعنون لها بالتعليق على اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وهما البخاري ومسلم مما جمعه محمد فؤاد عبد الباقي. وهذه الدورة تأتيكم تحت إشراف مركز اللؤلؤ والمرجان لتعليم الكتاب والسنه بمكة المكرمة جزاهم الله خير على إقامة هذا البرنامج والحرص على بثه و نشر هذا الكتاب، لأنه يضم الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان، وسنبدأ الحديث على مقدمتين مقدمة علم و مقدمة كتاب.
 فأما مقدمة العلم فهي مقدمة نحتاجها جميعا نتكلم فيها عن بعض الآداب وبعض الأخلاق والخلال والخصال التي يحسن ويجمل بطالب العلم أن يترسمها وأن تكون حاضرة في ذهنه ويعيشها واقعا في حياته. ثم نثني بعد ذلك في مقدمة صغيره خاصه بكتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، و كنا يوم أمس قد تكلمنا على بعض المقدمات في طلب العلم وفضل العلم وأهميته  والرابط موجود يحسن الرجوع إليه لمن لم يستمع لذلك...
 
فطالب العلم له آداب كثيرة جدا وأهمها ونقسمها لأقسام:

1-أدب طالب العلم مع ربه سبحانه وتعالى: 

يبدأ بتصحيح النية و يجرد النية من كل شائبة ومن كل ما يضر بها ويطعن في خاصرة النية، فيجعل نيته خالصة لله سبحانه وتعالى ويقصد به وجه الله والتقرب إليه ويستشعر أنه في عبادة كما يستشعر المصلي أنه في عبادة والصائم أنه في عبادة. و كذلك طالب العلم وطالبة العلم يستشعرون أنهم في عباده لله سبحانه وتعالى فهذه النية شرود ولابد من تعاهدها وتذكير النفس بها فينوي الإنسان بهذا العلم أن يتعلم ماجاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعبد الله على بصيرة والله سبحانه وتعالى قال ( وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا۟ۚ) وقال ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). 
النية الثانية أن ينوي بها العمل بعد أن يتعلم فيعمل بما تعلم ثم بعد ذلك يواظب عليه و يثبت عليه ثم يدعو الناس إلى ذلك العلم. 
وأيضًا ينوي بهذا العلم في تعامله مع ربه أن ينوي به زياده الخشية لأن الله سبحانه وتعالى قال ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
 ويرجو من الله سبحانه وتعالى أن يرفع له الدرجات بهذا العلم الله سبحانه وتعالى قال (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وينوي بحضور هذه المجالس حفظ دين الله سبحانه وتعالى وحمل هذه الرسالة وهذه الأمانة العظيمة.
وأيضًا من الآداب التي يوصى به طالب العلم وتوصى بها طالبة العلم: 

2-أدب طالب العلم مع المدرس أو من يتلقى منه العلم وثمة آداب كثيره تتعلق بذلك لكن نتكلم على أهمها ومما يجدر التنبيه عليها، وتكون حاضرة في ذهنِ الدارس والمتلقي والمتعلم:

1) التواضع لمن يتعلم منه أو يتلقى منه العلم وينوي الاستفادة منه، وغض الطرف عن عيوب الشيخ، لأنه ربما يكون الطالب في مرتبه أعلى من المدرس أو يكون أكبر منه سنا أو أعظم جاه، فيتواضع له ويغض الطرف عن عيوبه و كما جاء عن بعض السلف كان بعضهم إذا غدا إلى الدرس أو معلم كان يدعو: اللهم اكتم عيوب شيخي عني فلا يراها فما من إنسان إلا وفيه نقص في فطرته وبشريته، يكون الإنسان عنده أخطاء وعنده زلل، فالطالب يغض الطرف عن هذه الأمور ويحرص على العلم الذي يستفيده من هذا المعلم. 
2) أن يجلس بأدب ويصغي إليه ويتأدب معه أدب من يضع الله فيه البركة، فإن الأدب مع المدرس مما يضع الله فيه البركة في العلم ويجعل هذا العلم مبارك ويحصل به النفع والفائدة.
3) أن لا يسبقه بشرح مسألة أو يقاطعه، لأن بعض الناس قد تسول له نفسه بأن يؤز نفسه و يظهر نفسه أمام الأقران وأن يبين له من الفضيلة والمنزلة في  الفهم، وهذا ليس من سمت المتلقي وليس من أدبه كما حصل لابن رجب الإمام المعروف أنه درس تلاميذه مسأله فأفاض فيها وأطنب واستوفى دقائقها وتفاصيلها وأتى على كل شيء فيها ثم قال لطلابه هيا بنا نحضر إلى درس الشيخ العالم الفلاني فلما حضروا إلى درس ذلك الشيخ فإذا بذلك الشيخ يشرح نفس المسألة التي شرحها ابن رجب ولكن هذا الشيخ الثاني تناول المسألة تناولًا باردًا، و لم يأتي عليها ولا على تفاصيلها ولا على دقائقها، فظل طلاب ابن رجب يرمقون النظر إلى الشيخ ابن رجب يظنون أنه سيدلي بدلوه وسيشارك ويقول لهذا الملقى أنا اليوم درست هذه المسألة وأنا حققتها، فلم يتكلم ابن رجب بشيء من المسألة فأخذ طلاب ابن رجب منه أدبًا عظيمًا أن للملقي لابد أن يعطى المكان التي ينبغي أن تعطى لكل معلم، وأن لا يقاطع  وأن لا يظهر الطالب أنه هو الأفضل والأكمل وهذا لا أقوله طلبا لنفسي. ولكن أقوله لكل متعلم وابدأ بنفسي قبلكم والعلم مدارسة ومذاكرة بيننا جميعا. 
4) يصبر على جفوته، لأنه ربما أحيانا يسمع من الشيخ ما لا يحب أو يعرض الشيخ عن سؤاله، وأن الشيخ على كل حال له ما يحمله على ذلك ربما آثر تجاوز مسألة على مسألة أو تجاوز سؤال وإجابة عن آخر، أو علق على معلومة وترك أخرى فله أشياء تحمله في نفسه، فليلتمس له العذر في هذا فقد قيل: 
اصبر على مر الجفا من معلم.. فإن رسوب العلم في نفراته 
من لم يذق مر التعلم ساعه.. تجرع ذل الجهل طول حياته 
 لأن هذا العلم من الأشياء التي فيها مشقة في الطريق والشيطان لا يحب للإنسان العلم، فلا بد أن يضع له بعض الشباك وبعض الفخاخ التي يتصيده بها ليصرفه عن هذا المطلوب العظيم ولا أفضل من العلم لمن صحت نيته.
5) أن يعرف له الفضل في أن هذا المعلم عكف على التعلم من الزمن وأيضا أتعب نفسه في التحضير وجمع المعلومات واستيضاحها واستشراحها واستفهامها. ليضعها في يد الطالب لقمة سائغة سهلة طرية، فيعرف له الفضل وأنه احتبس وقته وجهده وترك أشغاله وأعماله كل ذلك ليلقي لهؤلاء الطلاب المعلومات سهلة بينة من غير صعوبة، فهو يقرأ في مصادر كثيره و يرجع إلى مراجع كثيرة ليلخص كل تلك المعلومات في وقت وجيز لا شك أن هذه المسألة ليست بالمسألة الهينة فيعرف الطالب الفضل لهذا المعلم، فالناس اليوم من أهداك مالا أو شيئا من عرض الدنيا تحفظ له تلك المنزلة، فكيف بمن علمك ليقربك إلى ربك وذلل لك طريق الجنة وأوضح لك طريق النار لتبتعد عنها وعرفك فضل الله وعرفك التوحيد والفقه والعقيدة وعرفك فضل والديك لا شك أن هذا آكد له الإجلال والتقدير و الاحترام، ومعرفة الفضل وكما قيل :(لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل من أهل الفضل، هيهات يد الفضل من ليس له فضل ولو كان من أهل النبل ).
6) أن يحسن السؤال وأن يقدم الدعاء بين يدي السؤال لشيخه ونحو ذلك.

لمتابعة بقية التفريغ حمل ملف pdf مفرغ به اللقاء الأول كاملا بحول الله وقوته، نسأل الله أن ينفع به.


 وهذا هو الفديو الخاص بالشرح للقاء الأول من الدورة



للذهاب إلى اللقاء الثاني 



google-playkhamsatmostaqltradent