تنوير السالك بشرح وفوائد قصة كعب بن مالك-رضي الله عنه-| سامي هوساوي
هذا المقال لتحميل المحاضرة صوتية وتفريغها، لشرح حديث كعب بن مالك الذي ألقاه الشيخ الفاضل سامي هوساوي- حفظه الله- عبر البث الصوتي في التلجرام على ثلاثة أجزاء نفع الله بها..
رابط تحميل تفريغ الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدًا لمن أسماؤُه مُكَمَّلة…. الله لا إله إلا هو له
حمدًا كثيرا دائم البقاءِ…. مُكافئًا ترادف الآلاءِ
ثم الصلاة والسلام تترا….. على أجل العالمين قدرًا
وآله أفنانِ دوحة الشرف…. وصحبه والتابع نِعْم السلف
ما لمع البرق على أم القرى…. وهتفتْ قُمْرية على الذرى.
...................................
يا ربي هيئ لنا من أمرنا رشدا.. وانشر علينا من الستر الجميل ردا
وافتح لنا منك فتحًا غير منقطع...واجعل لنا سندا واجعل لنا مددا
وهيأ الصعب من خير الأمور وكن... لنا معينًا على الطاعات مستندا
الحمد لله ما دام الوجود له...حمدًا يبلغنا منه الرضا أبدا
ثم الصلاة على المختار سيدنا... وآله الكرما وصحبه الزهدا.
اللقاء الأول:
فهذه وقفاتٌ سنحوم حولها ونجيل الفكر والخاطر متأملين فيها، متوقفين عند بعض مسائلها ودقائقها التربوية والتزكوية و النفسية وغير ذلك، رقم الحديث أربعة الاف وأربع مئة وثمانية عشر(4418) من صحيح البخاري.
- قال الإمام البخاري رحمه الله: حدثنا يحيى بن بكير-
هذا يحيى بن عبد الله بن بكير منسوبٌ إلى جده وهو أثبت الناس في الليث بن سعد وكان جارًا له.
- قال حدثنا الليث عن عقيل-
هذا عُقيل بن خالد بن عَقيل هذا اسمه بالضم واسم جده بالفتح.
- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكٍ أن عبد الله بن كعب بن مالكٍ وكان قائد كعبٍ من بنيه حين عمي-
طبعًا نعرف الثلاثة الذين خلفوا: كعب بن مالك و هلال بن أمية و مرارة بن الربيع العامري هؤلاء الثلاثة هم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَت..﴾[التوبة:118]،فالان كعب بن مالك يحكي لابنه قصته التي حدثت له في هذا الأمر.
-قال سمعت كعب بن مالكٍ يحدث حين تخلف عن قصة تبوك. قال كعبٌ: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلمفي غزوةٍ غزاها إلا في غزوة تبوك-
كنت أحضر معه كل الغزوات.
- قال غير أني كنت تخلفت في غزوة بدرٍ ولم يعاتب أحدًا تخلف عنها –
يعني غزوة بدر لما تخلف عنها كعب بن مالك وبعض الذين تخلفوا لم يعاتبهم الله، ولم يعاتبهم رسول الله .
- إنما خرج رسول الله يريد عير قريش –
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم في أصله لما خرج في غزوة بدر لم يكن القتال في ذهنه، وانما أراد قافلة قريش وتجارتها لأن عيرهم قد أقبلت من الشام ومعها المال الحلال والحرام واستولوا على أموال المهاجرين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يظفر بعير قريشٍ، فحصل ما حصل من القتال.
- قال حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعادٍ-
يعني يقول كعب بن مالك أن بدر التَقى فيها المشركون والمسلمون على غير ميعاد، وقال الله في سورة الانفال: ﴿وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ﴾[الأنفال:42].
-ولقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدرٍ، وإن كانت بدرٌ اذكر في الناس منها-
وطبعًا هذا يكاد يكون من أطول الأحاديث في صحيح البخاري.
-قال وكان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة- يقول من عجيب أمر الله سبحانه وتعالى وحكمته أنني في حياتي ما تيسرت لي القوة والنشاط والعدة والعتاد مثلما تيسر لي في غزوة تبوك، انظروا إلى هذا الابتلاء.
-قال والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط-
يعني ما عمري كان عندي راحلتين سواءً جملين، والجمل هو أكثر وهو راحلة العرب، في حياتي ما تيسر أن عندي جملين إلا هذي المرة.
- قال حتى جمعتهما في تلك الغزوة –
هذا فيه: إشارة إلى أن الإنسان ليس بقوته ولا بعدته ولا بعتاده، إنما بتوفيق الله، لا تظن يا أيها المصلي أنك أنت الذي أقمت قدميك للذهاب إلى العلم، ولا تظن يا طالب العلم أنت الذي حضرت هذا الدرس، وانما أراد الله بك خيرًا قبل ذلك، فهذا نستفيده فائدة تربوية عقدية توكلية سلوكية أن كل خيرٍ فاعلم أنه خير الله وفضله وبره ورحمته سبقت، ليس الأمر بقوتك ولا بجدارتك ولا بمالك ولا بعدتك ولا عتادك، وهذا شاهده في قصة كعب بن مالك.
-قال ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوةٍ إلا ورى بغيرها-
يعني كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة يقول سنذهب إلى جهة كذا، إلى المشرق إلى المغرب لا يذكر الجهة التي سيغزوها بعينها، لكن غزوة تبوك النبي صلى الله عليه وسلم صرح لهم بأننا سنغزو تبوك. لماذا؟ لبعد المسافة. ولبعد الشقة. ولمسافة الطريق. وكان الوقت وقت صيف، فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر لهم هذا ليتأهب كلٌ أهبته ويأخذ جهازه كما ينبغي، وهذا فيه فائدة : أن الأمور الشاقة والغليظة ينبغي أن توضح للإنسان وللطرف الثاني قبل الدخول فيها والإقدام عليها، حتى يأخذ أهبته ويكون على أتم استعدادٍ فيها.
- قال حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍ شديد-
كل من يعرف صيف مكة والمدينة يعرف قيمة هذه الكلمة.
- قال واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا –
مسافة تبوك بعيدة من المدينة، على الجمال وبينها يعني نمورة وسعورة وصحاري وفيافي.
-قال فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوة غزوهم-
وهذه فائدة كما قلنا أن الإنسان ينبغي أن ينوه الناس أو الأطراف الأخرى إذا كانوا في أمر أو شيءٍ أو مشقةٍ أن يقول لهم ترى الأمر فيه مشقة خذوا أهبتكم، ليس لأجل إخماد الحماس والنشاط، لا ولكن ليأخذ أهبته وجهازه.
بقية التفريغ تجدونة في التفريغ
اضغط هنا
بقية التفريغ تجدونة في التفريغ
اضغط هنا