recent
أخبار ساخنة

سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء الخامس| سامي هوساوي

  سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء الخامس| سامي هوساوي 



اللقاء الخامس من الحديث(101)  إلى الحديث (118)

•┈┈•••◆❀◆•••┈┈•

فحياكم الله و بياكم في درس سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان نستظل بظلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظلاله المثمر ودوحه المسفر. 

بدءاً من الحديث الواحد بعد المئة..

101- حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ يَحْي بْنِ كَثِيرٍ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ: يَقُولُونَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.

فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قُلْتَ، فَقَالَ جَابِرٌ: لاَ أُحَدِّثكَ إِلاَّ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا؛ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}».

[أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 74 سورة المدثر: باب حدثنا يحيى].


قال حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن يحيى بن كثيرٍ،  فعادته في هذا الكتاب أن يذكر راوي الحديث من الصحابة أولا ثم يبدأ من حيث وافق المكان إما من التابعي في وصوله إلى ذلك الصحابي أو من تابعي التابعي ، كهذا الحديث . و بيَّنا في اللقاء المنصرم أن الأولية المطلقة هي لقول الله عز وجل : (اقرأ باسم ربك الذي خلق).

 وأما (يا أيها المدثر) فهو أول باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي ؛ لأن الوحي تتابع على  رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انقطع فترةً ، فتر عنه الوحي ثم بعد ذلك عاد ، فلما عاد كان أول ما نزل هو (يا أيها المدثر) .

 وهذا الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير في تفسير سورة المدثر.


74-باب الإسراء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى السماوات وفرض الصلوات.

عقد هذه الترجمة لأنه أراد أن يبين من هذا الباب أن الإسراء كان برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظةً لا مناماً ، وكان بجسده وبروحه . وأيضا عقد هذه الترجمة ليبين أن الصلوات الخمس فرضت في السماء ، كما سيأتي في الحديث واضحة.

والسماء في اللغة في الأصل :كل ما علاك فهو سماءٌ. فسقف البيت سماءٌ ، والفضاء المطلق فوقك أيضا يسمى سماءً من حيث اللغة.


102- حديث أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ عَنْ صَدْرِي ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ : افْتَحْ ، قَالَ: مَنْ هذَا ؟ قَالَ:  هذَا جِبْرِيلُ،  قَالَ : هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَوَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ ، عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ ، قُلْتُ لِجِبْرِيلَ : مَنْ هذَا ؟ قَالَ : هذَا آدَمُ ، وَهذِهِ الأَسْوِدَةَ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِخَازِنِهَا : افْتَحْ ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ ، فَفَتَحَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّموَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعيسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ ؛ غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدْرِيسَ قَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هذَا ؟ قَالَ: هذَا إِدْرِيسُ ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ ، قُلْتُ : مَنْ هذَا ؟ قَالَ : هذَا مُوسَى ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ : مَرْحَبَا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، قُلْتُ : مَنْ هذَا ؟ قَالَ : هذَا عِيسَى ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ ، قُلْتُ : مَنْ هذَا ؟ قَالَ: هذَا إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَريفَ الأَقْلاَمِ ، فَفَرَضَ اللهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً ، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَا فَرَضَ اللهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ : فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً ، قَالَ : فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَاجَعَنِي فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ : وَضَعَ شَطْرَهَا ، فَقَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَاجَعْتُهُ ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ ، فَقُلْتُ : اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي . ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».


[أخرجه البخاري في: 8 كتاب الصلاة: 1 باب كيف فرضت الصلاة: في الإسراء].

. قوله :( فنزل جبريل ففرج عن صدري : ففرج عن صدره بمعنى شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطستٍ من ذهبٍ ممتلئٍ حكمةً وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه).

* هنا يتناول العلماء مسألةً وهي : ما الأصل في الإنسان؟ وما الأصل في أمراض القلوب؟ هل الأصل أن الإنسان يولد وتولد معه أمراض القلوب من كبرٍ وعجبٍ ورياءٍ وحسدٍ للناس وكره الخير لهم ونحو ذلك ؟ أو أنه يولد خلواً منها ثم تعتريه بعد ذلك ؟ فاختلف أهل التربية في هذه المسألة :

1.فقال بعضهم أن الأصل في الإنسان أمراض القلوب ، و إلى هذا المنحى نحى الإمام الغزالي وغيره ، قالوا أن الأصل في الإنسان هو أمراض القلوب و ما يكون من علل النفوس ، و أنها تولد مع الإنسان ، واستدل على ذلك بشق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فإن النبي صلى الله عليه وسلم شُق صدره و نُزع منه النكتة السوداء وغُسِل بماء زمزم فقالوا : لو كان أحد يسلم من هذا لسلم منه النبي صلى الله عليه وسلم .

2. وذهب جمهور أهل العلم إلى أن الأصل في الإنسان هو السلامة من أمراض القلوب، وذلك  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "كل مولودٍ يولد على الفطرة" ، والله يقول : (فطرة الله التي فطر الناس عليها) ، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( :كل مولودٍ يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل ترى فيها من جدعاء) ، أي أن البهيمة تولد كاملةً من أي عيبٍ ومن أي نقصٍ فكذلك الإنسان.

3. وتوسط بعض العلماء بين المدرستين في قولٍ جميل و رأيٍ سديدٍ أخذ بالمسألة من طرفيها وجّهها توجيهاً جميلاً ، إذ قالوا أن الأصل في الإنسان السلامة و نقاء الفطرة ، لكن عنده قابليةٌ لأن يتلوث بأمراض القلوب وأدرانها كالكبر و الحسد، الأصل أن الإنسان يولد سليماً منها لكن عنده قابليةٌ لأن يتصف بها . ونظيره قالوا أن الإنسان يولد وجسده سليم ، يولد الإنسان في الغالب ليس عنده سكر وليس عنده ضغط وليس عنده داء السل وليس عنده كذا ولا عنده كذا لكن جسده قابلٌ لأن تعتريه هذه الأمراض البدنية والعضوية ، فقالوا أن القلب كذلك يولد في أصله سليماً لكن عنده قابليةٌ أن يتصف بالصفات السيئة الذميمة وأمراض القلوب ، فلذلك قالوا أن الذي نزع من قلب النبي صلى الله عليه وسلم هو قابليته لأمراض القلوب ، فنزع من النبي صلى الله عليه وسلم النكتة السوداء التي هي القابلية لأمراض القلوب كالكبر والحسد والعجب والرياء والغيرة المذمومة ونحو ذلك.

لمتابعة بقية التفريغ حمل ملف pdf مفرغ به اللقاء الخامس كاملا بحول الله وقوته، نسأل الله أن ينفع به.

اضغط هنا للتحميل

   وهذا هو الفديو الخاص بالشرح للقاء الخامس من الدورة




google-playkhamsatmostaqltradent