recent
أخبار ساخنة

سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء السادس| سامي هوساوي

  سلاسل العقيان بشرح اللؤلؤ والمرجان اللقاء السادس| سامي هوساوي


لتحميل التفريغ:
اضغط هنا

جزء من التفريغ:
نبدأ من كتاب الايمان الحديث رقم مئة وتسعة عشر
١١٩ – حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ؛ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللهِ ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ ، فَيَأْتونَ عِيسَى فيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا ، فَأسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي ، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الآنَ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتَلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ فَأخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَل ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَع ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقَولُ : يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلهَ إِلَاّ اللهُ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِله إلَاّ اللهُ
أخرجه البخاري في: ٩٧ كتاب التوحيد: ٣٦ باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم
إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعضٍ: أي  اضطربوا واختلطوا من هيبة ذلك اليوم ، ويقولون : (ماج البحر) إذا اضطربت أمواجه.
فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى ففي هذا الحديث لم يذكر نوح عليه السلام ، وقيل أن هذا من ذهول الراوي عنه ، فقد ثبت ذكر نوحٍ عليه السلام في أحاديث أخرى.

 ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله يعني أن الله كلم موسى (‌وَكَلَّمَ ‌ٱللَّهُ ‌مُوسَىٰ ‌تَكۡلِيما) ، وكلمه سبحانه وتعالى كلاماً حقيقا مباشرا 
فيأتون موسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته أي  أنه روحٌ من أمر الله ، و في خواتيم سورة النساء : (‌وَكَلِمَتُهُۥٓ ‌أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ) أي روح من أمر الله ، أي أن روح عيسى عليه السلام تكونت بأمر الله سبحانه وتعالى في قوله " كن فيكون ".
 هذا معنى روح الله وكلمته ، أي الكلمة التي قال روح من أمر الله ، وذلك أن الله أمر جبريل بالنفخ ، فـــ(روح الله) هي نسبة تشريف
 فيأتون عيسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فيأتوني فأقول : أنا لها ، فاستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمد بتلك المحامد وهذا فيه أن الله سبحانه وتعالى يحب كثرة الحمد سبحانه وتعالى ، وسور كثير من القرآن افتتحت بقول "الحمد لله" ، ففي بعضها :
(‌ٱلۡحَمۡدُ ‌لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ) ، وفي سورة فاطر : (‌ٱلۡحَمۡدُ ‌لِلَّهِ ‌فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ)
 وأيضا سورة الأنعام وغيرها افتتحت بالحمد.
 
و أخر له ساجداً وهذه من أعظم مواطن الإنسان بين يدي ربه سبحانه وتعالى ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجدٌ فأكثروا من الدعاء . قال هنا : (و أخر له ساجداً) وهذا غاية التعظيم والتذلل لله سبحانه وتعالى. فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعطى ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه سبحانه وتعالى في شأن أمته ونجاتها ، وهذا فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نجاة الأمة و أن يخلصها الله سبحانه وتعالى من ذلك الموقف العصيب.


 وهنا رسالة مهمة جداً ، وهي تربويةٌ إيمانيةٌ ، وهي أن المرأة في زماننا اليوم تشكل قوةً ناعمة ، خصوصاً في يد الإعلام وفي يد العلمانية و إفرازاتها من الليبرالية والنسوية  ،كلها تثوّر المرأة ضد دينها و ضد السنة النبوية ، سؤالٌ عاطفيٌ ايمانيٌ : هذا النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم الذي يقف في هذا الموطن العصيب ويقول "يا ربي أمتي أمتي" أتظنين أيتها المرأة أن محمداً صلى الله عليه وسلم سيظلمك ؟ أتظنين أن محمداً صلى الله عليه وسلم فضل الرجل عليك بأمور ذكوريةٍ أو أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل الرجل في بعض الأمور وقدمه كما فضلك في بعض الأمور ؟ حاشا وكلا أن يُظن ذلك بالنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، كيف وهو الذي قد قال في حق فاطمة : "فاطمة بضعةٌ مني يريبني مارابها ويؤذيني ما اذاها" ، أتظنين أيتها المرأة أن هذا النبي الصالح المليءٌ بالرحمة الفياضة الذي رأى أماً وهي تبحث عن ولدها في أحد الغزوات فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ).


 فالذي ينبغي للمرأة أن تتأمل في مثل هذه الأمور ، وإذا وجدت في الإعلام أ و غيره شيئاً يعاند هذه الأمور فلتتمسك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولتنظر بما يفيض به كلامٌ النبي صلى الله عليه وسلم عليها شفقةً ورحمةً و إعطاءً و رأفةً ورحمةً تجد أثر هذا الأمر بيّناً جدا وأيضا تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليذكر شيئاً لكذا وكذا  و إنما من الأمور التي تخدع بها المرأة و تُستغل عاطفتها وتُحرك قوتها الناعمة : (دعوى المساواة) ، نحن نقول أن هذه من الحروب الفكرية الموجودة في ديننا ، ليس عندنا شيء اسمه (مساواة) ، المساواة ليست مطلباً ، فهذا كلامٌ فكريٌ دقيق ، نحن عندنا : (العدالة) ، والعدالة تارةً تكون بالمساواة وتارةً تكون بالمفاضلة ، فنحن ليس عندنا مطلق المساواة بين الذكر والأنثى ، لو عندنا مطلق المساواة لكان الرجل يحمل مثل المرأة وتأتيه الدورة مثل المرأة ويلد مثل المرأة ، فهذا لا يمكن أن يتصوره عاقل لأن كل تركيبة لها ما يناسبها من الظروف والأحوال وكذا وكذا.
 ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أحق بالحضانة من الرجل ، وذلك لأن هذا ما يناسبها و أنها تستطيع أن  تفيض حنانًا ورعاية لهذا الولد .  

وهذا هو الفديو الخاص بالشرح للقاء السادس من الدورة:



google-playkhamsatmostaqltradent