recent
أخبار ساخنة

نفح العود من أخبار أهل الجود | سامي هوساوي

نفح العود من أخبار أهل الجود | سامي هوساوي




للتحميل :

صوتيا

doc

pdf



 الحمد لله الكريم القائل(وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ)، والقائل {يَا ابْنَ آدَمَ ‌أَنْفِقْ ‌أُنْفِقُ ‌عَلَيْكَ}.

والصلاة والسلام على النبي الذي قال فيه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‌أَجْوَدَ ‌النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ؛ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بالخير من الريح المرسلة".

أما بعد...

 فمن جاد ساد ..ومن بخل باد.. والله الجواد يحب الجود. ...ومنع الجود سوء ظنٍ بالمعبود.

يا جامع الأموال لا تبخل بها. ‏ المال يا مسكين للرحمن ‏

الجود مالك القلوب ...غطاء العيوب... تفويج كرب.... سرور قلب ...إغناء عن سؤال.... إشباع جائع ...إعفاف أسرة.... فرحة صغير... سرور كبير.... يطفئ الخطيئة... يقي من النار. ..ينجي يوم القيامة بين يدي الله... ثناء من الله ...آمن في الموقف بين يدي الله. ...يطفئ غضب الرب ..يقي مصارع السوء. ..يدفع ميتة السوء. 


1. كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ ‌النَّاسِ وكان يُعْطِي عَطَاءً ‌مَنْ ‌لا ‌يَخْشَى ‌الْفَاقَةَ.

أعطى بعضهم غنماً بين جبلين وأعطى بعضهم مئةً من الإبل. 

2. وجاد أبو بكرٍ رضي الله عنه  بكل ماله في سبيل الله.

3. وأنفق عمر رضي الله عنه  نصف ماله لله. 

4. وعثمان رضي الله عنه  جيش جاهد جيش العسرة في سبيل الله. حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم «‌مَا ‌ضَرَّ ‌عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ».


وسيرد كثيراً ذكر الدينار أثناء ذكر بعض الأخبار:

ودينار القديم يساوي أربعة جرام ذهب وربع في صرف اليوم.

 والجرام اليوم في حدود مئتين وخمسة عشر.

 فالدينار القديم في حدود ألف ريال تقريباً ريال سعودي اليوم. 

ودونك طرفاً من أخبار أهل الجود ..أحلها السواد. ..وأسكنها الفؤاد فهي أخلب للفؤاد من الثغر الأفلج الطرف الأدعج 

فهلم هلم إلى سير أعلام النبلاء من هذه الأخبار التي انتقيتها. 

1. تصدقت عائشة رضي الله عنها بسبعين ألفا وأنها لترقع جانب درعها. 

2. وبعث معاوية إلى عائشة رضي الله عنها بقلادةٍ بمائة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.

3. ووقفت عجوزٌ على قيس ابن عبادة فقالت أشكو إليك قلة الجرذان ما يشبه الفئران فقال: ما أحسن هذه الكناية، املؤوا بيتها خبزاً ولحماً وسمناً وتمرا هي شكت إليه قلة الجرذان، لأنه ليس في البيت شيءٌ حتى تأتيه هذه الجرذان وتأكل منه فقال املؤوا بيتها خبزاً ولحماً وسمناً وتمراً.

4. وكان قيس ابن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نفد ما معه تدين وكان ينادي في كل يوم هلموا إلى اللحم والثريد.

5. وسمع الحسن ابن علي رضي الله عنه رجلاً إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة الآلاف درهم فانصرف فبعث بها إليه.

6. وقال حكيم ابن حزام: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي اسأل الله الأجر عليها.

7. وكان الأمير يوسف ابن عمر الثقفي شهماً جواداً وكان سماطه بالعراق السماط السفرة، وكان بالعراق كل يوم خمسمئة مائدة كلها شواء من المشاوي. 

8. وقال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال: مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي. قال: بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير قال شعبة فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ثم دفعها إليّ. 

9. وجاءت امرأةٌ إلى الليث ابن سعد. فقالت: يا أبا الحارث أن ابناً لي عليل واشتهى عسلاً فقال :يا غلام أعطها مرطاً من عسل والمرط عشرون ومئة رطلٍ هي طلبت شيئاً يسيراً وأعطاها مئةً وعشرين رطلاً من العسل. 

10. وكان ابن المبارك رحمه الله إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون: نصحبك نحج معك يعني، فيقول هاتوا نفقاتكم ما تجهزتم به للحج هاتوه فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلايزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلوى ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زيٍ وأكمل مروءة حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: لكل واحد ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها فيقول كذا وكذا فيشتري لهم ويدفع لهم النقود والأموال ثم يخرجهم إلى مكة فإذا قضوا حجهم قال لكل واحدٍ منهم ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول :كذا وكذا فيشتري لهم ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مروء فيجصص بيوتهم وأبوابهم يصلحها لهم بالدهان والطلاء ونحو ذلك، فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمةً وكساهم فإذا أكلوا وسروا دعا بالصندوق ففتحه النفقات التي دفعوها قبل الذهاب يرجعها إليهم ودفع كل رجلٍ منهم سرته عليها اسمه. 

ومما يحضرني في هذا المقال وقرأته سلفاً أنه كان يبعث إلى نساء الحجاج بأموال لتتأهب كل زوجةٍ لزوجها وتستقبله أحسن استقبال، وكان ينفق ابن المبارك على الفقراء في كل سنةٍ مائة ألف درهم. 

11. وكان موسى ابن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده وكان سخياً كريماً يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار والدينار الواحد قلنا يساوي ألف ريال سعودي وكان يسر السرر بثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومئتين ثم يقسمها بالمدينة فمن جاءته صرةٌ استغنى. 

12. وكان الإمام العلامة اللغوي المحدث أبو الحسين ابن فارس من الأجواد حتى أنه يهوي ثيابه وفرش بيته. 

13. وكان أبو عمر المقدسي يقول: إذا لم تتصدقوا من يتصدق عنكم والسائل أن لم تعطوه أنتم أعطاه غيركم

هذا ختام المقال وليس الغرض أن تفعل مثل فعلهم لكن على الأقل


فتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم أن التشبه بالكرام فلاح

وما جامد الكف الضنين بماله كمن عود السؤال نثر الدراهم

والمدح ذو ثمنٍ ليس بمجاني‏ والناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً ‏

حتى يروا عنده آثار إحسان لولا المشقة كاد الناس كلهم ‏

الجود يفقر والإقدام قتال.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.





google-playkhamsatmostaqltradent