من هو الإمام الذي مات له ثلاث بنات بالطاعون فألف كتاب "بذل الماعون في فضل الطاعون"؟
اسمه
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني - نسبة إلى قبيلة كنانة . العسقلاني ، المصري، القاهري، الشافعي، المعروف به «ابن حجر، ولد سنة (۷۷۳ هـ). ونشأ يتيما، فقد توفي أبواه وهو صغير، وتربی في كنف وصية الرئيس أبي بكر نور الدين على الخروبي ؛ كبير التجار بمصر، وكانت بينه وبين والد الحافظ مودة وصحبة، فلاقى منه عناية ورعاية واهتماما، فكان يستصحبه معه حين يجاور في مكة ، حفظ القرآن على الصدر السفطي، وهو ابن تسع سنين
أسرته
تزوج الحافظ وهو في الخامسة والعشرين، من «أنس» ابنة القاضي
کریم الدین عبدالکریم بن عبدالعزيز؛ ناظر الجيش، وأنجبت منه خمس بنات ؛ هن: زین خاتون وفرحة وعالية ورابعة وفاطمة. ثم تزوج من جارية وأنجبت منه محمدويشاء الله أن يموت ثلاث من بنات الحافظ بالطاعون، فقد ماتت به ابنتاه فاطمة وعالية سنة ۸۱۹ ه، وماتت به ابنته الكبرى زین خاتون سنة ۸۳۳ ه، وهي حامل .
وسنجد عند تعرضنا لسبب تأليف الكتاب تزامنا بين هذين التاريخين وبين تسويد الكتاب وتبيضه.
وفاته
وفي شهر ذي القعدة ، من سنة ۸۰۲ هـ، حصل للحافظ إسهال مع رمي دم، واستمر به ذلك إلى أن توفاه الله إليه، بعد صلاة العشاء الآخرة ، من ليلة السبت المسفرة عن اليوم الثامن والعشرين من ذي الحجة. وصلي عليه قبيل صلاة الظهر، بمصلى المؤمنين بالرميلة، خارج القاهرة، وكان ممن حمل نعشه السلطان فمن دونه من الرؤساء والعلماء،وكان دفنه بالقرب من الإمام الليث بن سعد، تغمدهما الله برحمته الواسعة
وذكر ابن فهد أن قاضي القضاة سعد الدين ابن الديري الحنفي، عاده في أواخر مرضه بأيام يسيرة، وسأله عن حاله، فأنشد الحافظ أربعة أبيات من قصيدة لأبي القاسم الزمخشري، يقول فيها:
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة
فاجعل إلهي خير عمري آخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي
وارحم عظامي حين تبقى ناخرة
فأنا المسيكين الذي أيامه
ولّت بأوزار غدت متواتره
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم
وبحار جودك يا إلهي زاخرة
__________________________________________________________________