recent
أخبار ساخنة

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الثاني

الصفحة الرئيسية

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الثاني

سورة الكهف نور بين الجمعتين

سلسلة من دروس الدكتورة رنا ظهير بارك الله فيها وجزاها عن المسلمين خيرا ونفع بها وبعلمها .
منقول عن أحبتنا قناة فريق هَـــاد بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

الدرس الثاني:

نبدأ ﷽

❀﴿ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ۝ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴾ [سورة الكهف ٢ - ٣]

شَعرَ الفؤادُ بأسمَائهِ حِينَ ** امتثلتِ الجوارحُ ونَطقَ اللسانَ

فأقولُ "البَّرُ" أَحسَنَ لِعبادهِ ** عبَّدَ طريقًا قَيمًا نحوَ الجِنانَ

"والعَليمُ" عَلِمَ حالَ خَلقهِ **فهَيأَ النذيرَ والبشيرَ تِبيانَ 

تقدم في الدرس السابق أنه سبحانه هو المحمود عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ؛ وله الحمد على إنزاله الكتاب العزيز على رسوله المبعوث رحمة للعالمين ﷺ فإنها أعظمُ نعمةٍ على وجه الأرضِ. إذ بدّل الحال من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن البداءة إلى الحضارةِ، فجعله كتابًا مستقيمًا لَا اعوجاج فيه وَلَا زَيْغَ. بل مرشدٌ إلى الصراط المستقيم لأمور الدين والدنيا، وهنا يذكر سبحانه: أنه ﴿قَيِّمًا﴾ أَيْ: مستقيمًا.

﴿لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ﴾ أَيْ: لمن خالف أوامره، ولم يؤمن به ولا يقوم به في نفسه ودنياهِ، فنذارة له لينجو من عقوبة عاجلةً في الدنيا أو آجلةً في الآخرة، ﴿مِنْ لَدُنْهُ﴾ أَيْ: مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فلا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد.

من أجمل اللطائف في أسلوب القرآن 

هي الجمع بين الترغيب والترهيب حفاظًا على استقرار النفس واطمئنانها فلا يشوب نفس المؤمن يأسٌ ولا رهبة فـ ﴿وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أَيْ: بهذا القرآن فهو أمنهم وأمانهم، وهاديهم ومشردهم. رفيقهم ومؤنسهم وهذا نتيجة إيمانهم به وأعمالهم الصالحةِ فهذه بشارةٌ لهم ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾ أَيْ: مثوى كريم وشكرٌ من الله حسنٌ لهم. و﴿مَاكِثِينَ فِيهِ﴾ في هذا النعيم والثواب الجزيل، ففي الجنة مخلدون، والدنيا في نعمٍ يتقلبون ﴿أَبَدًا﴾ دَائِمًا لَا زَوَالَ لَهذا الفضل وَلَا انْقِضَاءَ.

والعَدْلُ الحَكيمُ، واللطيفُ الرّحيمُ الكريم

أنذرَ حُجةً وبشّرَ المُؤمنينَ أجرًا وإحسانًا

•┈┈•••◆❀◆•••┈┈•

*والحسيبُ الخبيرُ* أحصى عملَ كلّ عاملٍ

فقضى للمُسيءِ عدلًا، وجَزى المؤمنَ رِضوانَ

•┈┈•••◆❀◆•••┈┈•

فلـ تحوز على هذا النعيم في استقرار النفس، 

وأمن وآمان الخاطر فلا تحزن ولا تكدر! 

الزَم القرآن، لا تعجبوا حين أقول لكم أنه كل الاستشارات التي تحتاجونها ستجدونها فيه والدليل:.

قوله ﷺ: « ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها».

💡- فتخيل لو أنك مهمومٌ لتعطل سيارتك فكيف يمكن للقرآن أن يُذهب الهم! فلا يشترط في الجواب أن يكون مثلًا عليك بتغير زيت السيارة. بل الإلهام وإنارة البصيرة، واستجماع القوة، وأن يفتح على عقل المرء وقلبه وغيره كثير مما يعين على أن يتخلص المرء مما يُشكل عليه. وقد تأتي إجابة صريحة واضحة، فمثلًا شخصٌ أهلك جسده المرض فهو يائس ففتح المصحف فقرأ ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ﴾، فتقوى همته في الدعاء ويزداد يقينه بالله. ويحذو خلف خطى الأنبياء في اليقين والصبر، واليقين التام إن صح وكان يقينًا لا زعزعة فيه شُفي شفاءً تامًا، وغيرها من القصص الكثيرة والأمثلة العديدة في هذا المجال.

✨ وأن يُذهب هذا القرآن حزن قلبك، وغمك وهمك، ويخرجك من شتات الأمور إلى الوضوح والاستقامة، ويبدل خوفك وضعفك إلى أمنٍ وقوة فهذه عاجل بشراكَ في الدنيا. فإن صح تأثير الدواء على المريض فاعلم أنك وُفقت للطريقة الصحيحة لكيفية الاستفادة من هذا الدواء على أكمل وجه، وأنك على طريقةٍ مستقيمة لا اعوجاج فيها فاحمد الله ألفًا وألفًا.

انتهى الدرس الثاني نسأل الله أن ينفع به

وللرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا

وللانتقال إلى الدرس الثالث قم بالضغط هنا.

وللانتقال إلى الدرس الرابع قم بالضغط هنا.

google-playkhamsatmostaqltradent