recent
أخبار ساخنة

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الثالث

الصفحة الرئيسية

 لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الثالث

فضل قراءة سورة الكهف

سلسلة من دروس الدكتورة رنا ظهير بارك الله فيها وجزاها عن المسلمين خيرا ونفع بها وبعلمها .
منقول عن أحبتنا قناة فريق هَـــاد بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

نبدأ ﷽
﴿وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۝ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ [سورة الكهف ٤-٥].

رحماكِ ربي بالغة !!
ما زالَ النذيرُ رغمَ ..
كَبُرت كلمةٌ تخرجُ من أفواهِهم

• الغريب في الأمر، لماذا نُسِبَ للهِ الولد ؟
ولماذا الرب أو الإله أو من هو ذو الصفات الكاملة يحتاج إلى ولادة ولد لنفسه ؟
أقول فالجواب: 
بسبب جهل الإنسان وضيقِ فِكره، والجهل رأس البلايا، نقول ربي إنا نعوذ بك من الجهل وربي زدنا علمًا.
نكمل: فكان اعتداؤه حين وصف الله بما لا يليق به من حاجته للولد والنسبة له ذلك، كان نتيجة أنه غفلَ عن قدْر الله العظيم، وأسمائه الحسنى وصفاته العلى،  وحَسَبَ الأمور بمحدودية فكره، وهوى نفسه، ويقينًا في فرضيته.

⚠️ رغم !
بيانِ الله لهُ كل الأسباب المؤدية لعظمته وكماله واستغناؤه سبحانه وتعالى عن خلقه، قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [سورة الزمر ٦٧]

الأمر الآخر: ما قَدْرُ ومكانة ومنصب وجاه هذا الإنسان المخلوق بالنسبة إلى ربِّه الخالق ليظنَّ هذا الظن به؟.

يقول سبحانه: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ۝ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ۝ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ۝ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ۝ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ۝ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: ٨٨ - ٩٣].

سبحان الله ألفًا وألفًا، كبرت كلمةٌ تخرج من أفواهِهم، فنزل عليهم حُكمٌ من قاضي السموات والأرض بالكذب والنكران والعجب من قولهم، تكاد السموات على وُسعها والأرض على قوتها والجبال عظمتها. تتفطر أي تتشقق وتتمزق وتنهد فلا يبقى لها أثر بسبب هذا الادعاء والقول، ويدخل في ذلك حفلات الكريسماس المزعومة والتهنئة بها فلا يجوز البتة، كذلك التهنئة بها أو استخدام زينتها يعتبر إقرارٌ وقبولٌ بها فالحذر الحذر.

ثم أثبت سبحانه، وما ينبغي له هذا الاتخاذ، ولا حاجة له في ذلك وهو الغني القيوم سبحانه.

الآن💡
أين الرشد في هذا الادعاء ! أمِن الذكاء أن يُقاس الإله على المعبود وحاجته وشهواته، أيُقاس الخالق الغني على الفقير الضعيف الذي لا حول له ولا قوة؟، لذلك عظّم الله هذا القول وشنّعه، كيف للمخلوق أن يقارن نفسه بالله. ومنطقيًا إن كان إلهي بحاجة إلى ولد وسند وذرية كان ذلك نقصًا فيه وفي ذاته وفي قدراته إذ لا يمكنني الاكتفاء به بل أنا بحاجة إلى ابنه في أمور أخرى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

نحن وإن كان القرآن أو كانت السنة شارحة عن الله عز وجل، فالله فوق فوق فوق كل تصوراتنا، هناك عالم آخر هناك عظمة غير متصورة لكنها مفهومة، فعلى العاقل التمييز والعدل ووضع الأمور في مواضعها وموازينها.

رزقنا الله وإياكم حُسن التعقل والتفكر وحُسن استخدام العقل ووضع الأمور في مواضعها، انتهى الدرس الثالث نسأل الله أن ينفع به.

للرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثاني قم بالضغط هنا.
وللانتقال إلى الدرس الرابع قم بالضغط هنا.
google-playkhamsatmostaqltradent