recent
أخبار ساخنة

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الرابع

الصفحة الرئيسية

 لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس الرابع

معاني سورة الكهف

سلسلة من دروس الدكتورة رنا ظهير بارك الله فيها وجزاها عن المسلمين خيرا ونفع بها وبعلمها .
منقول عن أحبتنا قناة فريق هَـــاد بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

الدرس الرابع:

نبدأ ﷽
﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [سورة الكهف ٦].

خطاب لطيفٌ ومُحزن ..
يُوجَه لـ سيدِ الخلق: الرسول ﷺ، لمَ تُهلكُ نفسك بالهمِّ، والغم، والحزن، وتقتلها بسبب؛ هناك من رفض طاعتك من أمتك، والامتثال لأمرك.

عش لحظة من عمرك وتخيل:
أنت تعلمُ أنّ السقوط من هاوية مؤذي ومن يسقط منها لن ينجو أبدًا، وشخصٌ عزيزٌ لك يتوجه لها ليسقط منها ظنًا منه بالنجاة، وأنت تعرفُ المصير ونصحته! لكنه لا يريد أن يستمع او يقتنع بفكرك. شعورك هذه اللحظة ما هو؟ وهو يقترب اكثر وأكثر من الهاوية، ما هو مدى اتساع للعين! ما نسبة تسارع نبضات قلبك! شعورك وخوفك من أن تزلّ قدمه. العالِم هذه اللحظة أنت والجاهل هو ويصفك بالرجعية أو المبالغة في مشاعرك، وأنه لو سمع لكلامك ورأيك ستُسلب حريته، ولن يستطيع مواكبة الناس. إلى أن تصل قدمه لتكون إحداها في الهواء والأخرى مستقرة!، وخشيتك عليه تُسقِطُ قلبك قبل سقوطه هو، ثم مصيرٌ معروف، نقطة.

💬 الرسول ﷺ العالِم هنا، أعلم الخلق بالخالق وبقصة الحياة والبرزخ والآخرة وما يجب وما لا يجب فعله.

💬 نحن في موقف الجاهل والعزيز لقلب النبي ﷺ كلٌ حسب بُعده واقترابه من الهاوية بقدر تركه للسنن أو الواجبات أو فعل المكروهات والمحرمات.

💬 مشاعر الحرص والشفقة لإبعادنا عن الهاوية للرسول ﷺ، كلٌ حسب إيمانه يُخشى عليه.

💬 مشاعر الأسى والحزن الشديد والهم والغم للمُقتربين من الهاوية والنتائج المتوقعة لمن زلّت قدمه للرسول ﷺ.

💡لذا يقول الله لرسوله المبعوثُ رحمةً للعالمين، نحنُ نعلمُ تلكَ المشاعر نحن نعلم الأسى والحرص على أمتك ولكن لا تهلك نفسك غمًا ولا همّا ولا أسفًا. 
﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [سورة اﻷنفال ٢٣]، هذا أمرٌ مسلٍ لكل ناصح ومحزن في ذات الوقت والله المستعان.

فهذا الخطاب في الكهف آية ٦، جاء ليُلاطف مشاعر النبي ﷺ، فلا تقلق وتكثر على نفسك الهم وتهلكها بذلك، وهذا رشد بحد ذاته، كيف! سأخبركم...

من قواعد الدعوة أو النصح أو التربية: 

أنت ستنصح، أنت ستحرص، والذي أمامك مجهول الفِكر، إما سيفتح الله عليه وإما لا فـلا تك في ضيقٍ من هذا، عليك أن تؤدي مهمتك، عليكَ أن تنقذ من استطعت ما استطعت. عليك ألا تبخل بمعلوماتك (الضابط في صحتها الشريعة، أو عدم مخالفتها إذا كانت من أمر الدنيا)، وعليك ألا تحزن وتغتم من ردة الفعل السلبية، هذا الذي عليك.
والذي عليه: القبول (ما دام الحق ظاهرًا)
وإن رفض فلم يرد الله له الوضوح والفتح الآن....إلخ
فأيهما اختار تحددت النجاة، هل ستحصل أو لا، أما أنت فقد أديت ما عليك للحظة هذه.
وما يقال من لفظة "انتهى دورك" عامية نعم الجميع يفهمها لكن كمعنى غير صحيح، لأن الناصح لا ينتهي دوره أبدًا أبدًا، فيلزم التفريق، مثلًا شخص خسر في تجارة، وأنت تنصحه عن آلية تفادي مثلًا خسائر الشحن من البلد الأم. وهو رفض الاستماع، وخسر مرة أخرى، وجاء أمامك وهو يتحدث عن خسارته، فمالذي عليك حينها؟ ماذا سترد؟.
• "تستاهل محد قال لك"، ويا كثر ما تقال وهذه شماته فانتبوا منها.
• لم ينتهي الوقت، ما زال بإمكاننا التدارك، وعما حصل قدر الله وما شاء فعل، الآن حاول أن وأن وأن إلخ.

إن جعلنا الأخلاق والذوق المعيار، فكلنا سنختار الثاني، حسنًا والثاني هو منهج ديننا، النصح والأخذ بيد الآخر، والتوجيه، والكتف بالكتف ولو كنا غرباء وإن أقارب فمن باب أولى. إذًا دورك لم ينتهي بعد، وإلى أن يستمع ويمتثل الشخص الذي أمامك فدوره لم ينتهي أيضًا، فإذا استمع ينتقل مباشرةً إلى دورك، دور الناصح والمساعد وفاعل الخير.

فاللهم اجعل فينا الخير واسمعنا وأرِنا الحقَ حقًا وارزقنا اتباعه وأرِنا الباطلَ باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا من المعرضين لسننِ النبي ﷺ ولا مُعرضينَ لأوامِركَ ونواهيك، وسخرنا لنفع عبادك.

للرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثاني قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثالث قم بالضغط هنا.
google-playkhamsatmostaqltradent