recent
أخبار ساخنة

مشاهد اليوم الآخر والاستعداد لرمضان من لقاءات الأستاذة أناهيد السميري - حفظها الله -

الصفحة الرئيسية

 

فانوس رمضان مبارك كل عام وانتم بخير

مشاهد اليوم الآخر والاستعداد لرمضان من لقاءات الأستاذة أناهيد السميري - حفظها الله -

سلسلة تفاريغ من دروس أستاذتنا الفاضلة أناهيد السميري حفظها الله، وفّق الله بعض الأخوات لتفريغها، ونسأل الله أن ينفع بها وقد تم نشرها على مدونة ( علم ينتفع به ) فبارك الله فيهم وجزاهم عن المسلمين خيرا .

تنبيهات هامة:

- منهجنا الكتاب والسّنة على فهم السّلف الصالح.

- هذه التّفاريغ من اجتهاد الطّالبات ولم تطّلع عليها الأستاذة حفظها الله.

- الكمال لله -عزَّ وجلَّ-، فما ظهر لكم من صواب فمن الله وحده، وما ظهر لكم فيه من خطأ فمن أنفسنا والشّيطان، ونستغفر الله.

والله الموفّق لما يحبّ ويرضى.


جزء من التفريغ:

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي له الخلق والأمر والعزّة والقهر، تبارك ربّنا وتفضل علينا بهذا الشّهر نسأله أن يبلغنا إيّاه، ويبلغنا أواخره العشر، فنحمد الله تعالى ونشكره ومن كلّ سوء وتقصير نستغفره، ومن كلّ خير وفضل نرجو الله ونستكثره، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، تقدّس اسمه وعظم حلمه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير من صام واعتكف ولربّه تقرب وازدلف، صلّى الله عليه وصلّى الله على آله وأصحابه وعلى من اقتفي أثرهم إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا كثيرًا.
نبدأ هذا اللّقاء -أسأل الله عزّ وجلّ أن يجعله لقاءً مباركًا- بتذكير أنفسنا بأننا غدًا جميعنا أمام الله موقوفون، ويوم العرض عليه محاسبون، لا بد أن نذكر أنفسنا أننا بأعمالنا غدًا مجزيون، ومن أخلد إلى الأرض بانت ندامته يوم العرض، لا بد أن نعلم أن للقبور وحشة وأنسها الأعمال الصّالحة، وبها ظلمة يبدّدها تدارك المواسم السّانحة، فلا تغرنّكم الحياة الدّنيا، نعوذ بالله أن تهلكنا وتشغلنا عن الآخرة. والذين يسابقون في الملذات لا بد أن يعلموا أنّهم لن يرتقوا في سلم الطّاعات، ونحن نتلفت يمنة ويسرة ونجد الفتن قد أحاطت بمجتمعنا ونكون في خشية على أنفسنا، لا بد أن نقول: (اللّهمّ أقل العثرة واعفُ عن الزّلّة، وعُد بحلمك على جهل من لم يرجو غيرك فإنك واسع المغفرة، ليس لذي الخطيئة من خطيئته مهربًا إلّا إليك!) لا بد في هذه الأحوال أن لا نيأس من كثرة الهالكين أو من تسلط الفاسقين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
شهر كريم تتضوع بالخير كلّ ساعاته وثوانيه، وموسم عظيم بارك الله كلّ لحظة فيه، فلم يزل هذا الموسم مضمارًا لكلّ مسارع ومسابق، ولم يزل الميدان مُشْرعًا لكلّ مستعتب ولاحق، ونحن جميعًا لا نعلم أي ساعة سوف تظلنا فيها الرّحمات وتطالنا فيها النفحات، وأي ليلة من ليال هذا الشّهر الكريم نعتق فيه من النّار ونلحق بركب الأبرار. الله -سبحانه وتعالى- بمنّه وفضله قد بارك الشّهر كلّ الشّهر، ولم تزل أبواب السّماوات مُشرعة في هذا الشّهر الكريم الذي نرجو من الله أن يُلحقنا به ونحن طيبين صالحين مصلحين، لم تزل أبواب السّماوات مُشْرعة لرفع الدّعوات، ولم تزل الملائكة حاملة أقلامها لتكتب الحسنات والأعمال الصّالحات، ولن يملّ موفّق من خير حتّى يكون منتهاه الجنّة.
وهنا لا بد أن نذكر أنفسنا في هذه السّاعة الطّيبة أن العباد الصّالحون لا يأسفون عند وفاتهم إلّا على فراق أمثال هذه المواسم، العباد الصّالحون لا يأسفون على الدّنيا عند وفاتهم، إنما يأسفون على فراق هذه المواسم، العباد الصّالحون لا تسحّ دموعهم عند رحيلهم إلّا على قيام الأسحار وظمأ الهواجر، إلّا على السّاعات الطيّبات، ونحن الآن في مهلة ولا نزال في دار العمل فكيف نحن صانعون!؟ هذه الفرص التي نحن فيها الآن وإقبالنا على هذا الشّهر الكريم، قد سُنحت لأقوام قبلنا فسوّفوا وأمّلوا حتّى جاءتهم السّكرة على حين غرّة فأمسوا خبرًا من أخبار الماضين وقد كانوا في دنياهم متمكنين، كانوا من أنفسهم واثقين، وقد قال الله -عزّ وجلّ- في مثل أولئك مخبرًا عن حالهم وكيف يكون عندهم ندم عظيم يقول الواحد فيهم كما في سورة الزمر: {يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56)} نعوذ بالله من الحسرات.
فمن أعظم آثار شهر رمضان على العبد الموفّق توبته إلى الله وأوبته لمولاه، وفي الحديث الصّحيح أن نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (آمين) حين دعا الملك العظيم جبرائيل قائلًا: (ومَن أدرَك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له أبعدَه اللهُ قُلْ: آمينَ فقلتُ: آمينَ) فالتّوبة التّوبة، فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(11)}.

لقراءة باقي المحاضرة حمل التفريغ الكتابي الموجود أعلى المقال بوركت.
تفريغ محاضرة ( رمضان وقوة الإيمان ) اضغط هنا 
تفريغ مقتطفات من محاضرة ( ثلاث صفات يعامل الله المؤمنين بها يوم القيامة ) اضغط هنا .


google-playkhamsatmostaqltradent