recent
أخبار ساخنة

لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس السادس

الصفحة الرئيسية

 

قراءة الكهف يوم الجمعة

 لطائف سورة الكهف ومواعظها الميسرة | الدرس السادس

سلسلة من دروس الدكتورة رنا ظهير بارك الله فيها وجزاها عن المسلمين خيرا ونفع بها وبعلمها .
منقول عن أحبتنا قناة فريق هَـــاد بارك الله فيهم وجزاهم خيرا


للرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثاني قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثالث قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الرابع قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الخامس قم بالضغط هنا.



الدرس السادس:

نبدأ ﷽

•• الآيات من سورة الكهف (٩ - ٢٢) ••

قصة أصحاب الكهف ليست شيئاً عجبًا بالنسبة لقدرة الله تعالى فـ غيـرهــا أعجبُ منها، فإن الله لا يعجزه شيء ..
والذي علينا: أن نرى العجبَ فيها كلها، ونتأمل، ونوقن ونستقم كما أمر سبحانه.

يقول السعدي رحمه الله:
" وإنما المراد، أن جنسها كثير جدا، فالوقوف معها وحدها، في مقام العجب والاستغراب، نقص في العلم والعقل، بل وظيفة المؤمن التفكر بجميع آيات الله، التي دعا الله العباد إلى التفكير فيها، فإنها مفتاح الإيمان، وطريق العلم والإيقان. وأضافهم إلى الكهف، الذي هو الغار في الجبل، الرقيم، أي: الكتاب الذي قد رقمت فيه أسماؤهم وقصتهم، لملازمتهم له دهرا طويلا ".

💭 قصة أهل الكهف :

💌 لطفٌ ورحمة ومعجزة

إنهم فتية من فئة الشباب لا هم رجال أشداء ولا أطفال ضعاف، يملكون قوة إيمانية عجيبة ليس بمن في عمرهم يملكها، لم يتجاوز عددهم العشرة والأقرب سبعة، نشأوا في مجتمع كفر وطغيان . ومنّ الله عليهم بالإيمان، وربط على قلوبهم بالثبات والطمأنينة في ذلك المجتمع، الذي وضعهم بين أمرين إما الرجم أو يتركون دينهم؛ أما موقف الفتية فكان إظهار الإيمان للعالمين قولاً وفعلاً، ﴿ فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ [الكهف: ١٤]؛ وبعدما رأوا أن لا يد لهم في مواجهتهم خافوا الفتنة في دينهم، فهجروا قومهم؛ محافظين على إيمانهم وفلاحهم؛ فلجأوا إلى كهف يعرفونه، يجتمعون فيه ويعبدون ربهم دون أن يراهم أحد حتى يقضي الله بفرج تغيّرِ الحال أو يتوفاهم بغير افتتان.

💪🏻 موقف قوي جدا من فتية.

والتوفيق لهذه القوة كان من الله بسؤالهم إياه رحمةً تحيطهم، وتهيئة أسبابَ رشدٍ تعصمهم من الزلل. أحسنَوا الظن بربهم فأحسن هو إليهم. 

- ومن رحمته وتهيئة الأمر لهم: أن وفقهم الله لاختيار كهف ذو باب شمالي تميل عن يمينه الشمس إذا طلعت، وإذا مالت للغروب تصيبهم؛ فكانوا في جوفه الرحب. 

فجعل سبحانه الشمس لا تصيبهم إلا وقتاً يسيراً قبل الغروب حين يضعف وهجها؛ فينتفعون بها دون ضرر، والهواء يغشاهم في تلك الرحبة، ورزقهم نومة استغرقت ثلاثمائة وتسع سنين لو رآهم أحد حسبهم أيقاظاً؛ لانفتاح أعينهم فلا تفسد . وجعلهم يتقلّبون في نومهم بين جنبهم الأيمن والأيسر؛ لئلا يختلَّ توازن الدم في أجسامهم أو تأكل الأرض أجسادهم، والله تعالى قادر على حفظهم من الأرض من غير تقليب لكنه تعالى حكيم؛ أراد أن تجري سنته في الكون، ويربطَ الأسبابَ بمسبباتها. 

وأما كلبهم فكان باسط ذراعيه عند الباب للحراسة كأنه لم ينم، وألقى عليهم مهابة ورعب لرائيهم فلا يملك إلا الفرار منهم؛ وذاك ما أوجب بقاءهم كلَّ هذه المدة الطويلة دون أن يعثر عليهم أحد مع قربهــم مــن المدينـة.

ثم بعد ثلاثمائة وتسع سنين أيقظهم الله جميعاً وهم بعافيتهم وقوتهم، دار حوار بينهم كم نمنا ؟ قال أحدهم: يوماً أو بعض يوم، والآخر قال: الله أعلم. 

💌 سبحان الله نومة هنيئة، مليئة بلطفه ﷻ حفظهم بها حسيا ومعنويا.

ثم اختاروا أحدهم؛ ليشتري لهم بعملة كانت معهم أطيبَ طعام وألذَّه في المدينة وأن يكون حريصا متلطفًا متخفيًا في ذهابه وشرائه وإيابه؛ لئلا يظهر أمرهم، فلا زالوا يذكرون: أنهم بين عذابين: رميٍ بالحجارة أو فتنة بالدين ونكوص عن الهدى فلا يفلحون إذاً أبداً. 
همٌ كبير لم يوفق له إلا من رحمه الله. 

 ووصلوا إلى ما وصلوا إليه في حياتهم، وسبحان الله هكذا حفظهم الله وحفظ دينهم وماتوا على ذلك.

وعندما عرف الناس مكان أهل الكهف الذي ماتوا فيه وقع التنازع بينهم: ماذا نفعل بهم؟ 
١. نقيم بنيان عليهم يُحمون به ويكــونَ أثــراً من الآثـــار. 
٢. (رأي الأغلبية الأقوى) نتخذ كهفهم مسجداً، وهذا ما نهى عنه رسول الله ﷺ ولعن فاعله. 

هذه القصة العظيمة والمليئة بالمعجزات والرشد والرحمات أبسط لكم منها بعض الفوائد واللطائف: 

💡علمنا ربنا من قصة فتية الكهف:

• فتية في متقبل العمر إيمانهم بقدر إيمان أمة.
• حفظوا إيمانهم بتوكل قوي واتخاذ الأسباب: 

التي من أهمها:

- علمٌ راسخ.
- صحبةٌ صالحة.
- الحرص على اعتزال الفتن.
- الفرار بالدين.
- ملازمة الدعاء وحسن الظن بالله.
- لو تأمل أحدهم للحالة النفسية التي مرّوا بها، لتعجب المرء كيف لهم وهم في هذا الضغط الكبير عليهم، أن يتخذوا قرارًا بالدخول والانعزال في الكهف، تاركين خلفهم جيش يريد قتلهم! لذلك كانت دعوتهم "آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا"، فطلبوا من الله ضبط النفس والعقل . وحسن اتخاذ القرار والتصرف، ذاك القرار الذي لا ولن يعود عليهم بالسلب، وأن يبدل حالهم من الحيرة إلى الثبات والوضوح، وطلبوا العلم الذي سيمكنهم من الرسوخ وكسب نور البصيرة . وطلبوا التقوى التي يرضاها الله من القول والعمل، وطلبوا الحكمة ورجاحة العقل وهم فتية ... سبحان الله مهما تأملنا في قصة أصحاب الكهف لن نستطيع أن نجمع ونحصر الفوائد واللطائف التي فيها، وقد بسطتها في هذه الدروس استيعابًا لبعض الفائدة وتسهيلًا للتناقل والتراسل، ولعلكم تجدونها مفصلّة في كتابي.

أختم:

من حرص على العافية عافاه الله، ومن آوى إلى الله آواه الله، ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته كان آخرَ أمره العزُّ من حيث لا يحتسب ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: ١٩٨].

• وهل علمَ فتية الكهف أن قصتهم ستخلّد في العالمين !
• كم بلغت درجة إخلاصهم! 
• وكم صَدُقَ إيمانهم! 
حتى أننا في يوم الجمعة أنا و أنت والعالمين نتحدث عنهم ونتعلم منهم وسنحدث الأجيال القادمة عنهم، ما دام القرآن وسورة الكهفِ بين أيدينا.

فاللهم آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

للرجوع إلى الدرس الأول قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثاني قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الثالث قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الرابع قم بالضغط هنا.
وللرجوع إلى الدرس الخامس قم بالضغط هنا.
google-playkhamsatmostaqltradent